(22)
قال لها : اين ما اذهب ، اجلس ، اقرأ ، اجد الحُب ، ثم الحُب ، ثم الحُب ، أليس في المجتمع شيء غيره ؟!
قالت لهُ : هذا دليل ان العالم يفتقر ، يفتقد الحُب ، لهذا يبحثون عنه في كُل مكان ، يفتشون عنه في كل الزوايا ، يتهافتون اليه كتهافت الفراش اينما وجدوه
قال لها : من المُعيب ذلك !
قالت لهُ : تربى المجتمع على العيب وكأن الحُب هي لفظة تقتصر على العلاقات غير الشرعية بين الرَجُل والمرأة ، لهذا اصبحنا نشهد في المجتمعات القسوة والعنف والاذى والظلم والتفكك الاسري والطلاق والقتل بين افراده ؟!
تأملها وقال لها : وانتِ ما قولكِ فيه ، يا صاحبة النظرة المقلوبة ؟!
قالت لهُ : انشاء علاقةً سليمةً بين الإنسان وربّه، وبينه وبين نفسه، ومع النّاس ومع الحياة. وكلّ هذه العناوين لا تتمّ إلا بالحبّ.
قال لها : وكيف ؟!
قالت لهُ : اقول ..
* الكون والخَلق خُلق لمحبة الخالق
( كنت كنزا مخفيا فأحببت ان اعرف فخلقت الخلق لكي أعرف )
* وأن الحُب من الايمان
قال أبو جعفر (عليه السلام): وهل الدين إلا الحب، قال الله تعالى:قال الله تعالى: (( حَبَّبَ إِلَيكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُم )) وقال: (( إِن كُنتُم تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحبِبكُمُ اللّهُ ))
* وجُعل الود اساس العطف والرحمة بين افراد المجتمع
(مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إذَا اشْتَكَى شَيْئًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى )
* وان الحُب في الله من اعظم شعب الايمان
(ودّ المؤمن للمؤمن في اللّه من أعظم شعب الايمان. الا ومن احب في اللّه، وابغض في اللّه، واعطى في اللّه، ومنع في اللّه، فهو من اصفياء اللّه)
وعن علي بن الحسين (عليه السلام ) قال :
(اذا جمع اللّه عز وجل الاولين والآخرين قام مناد فنادى ليسمع الناس فيقول : اين المتحابون في اللّه ؟ قال : فيقوم عنق من الناس فيقال لهم اذهبوا الى الجنة بغير حساب)
* ان الله يجعل الود بين المؤمنين المتحابين على طاعة الله واوامره ، والمبتعدين عن معاصه ونهيه .
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا}.
* ان المحبة تنشر الفضيلة بين افراد المجتمع ..
" تهادوا تحابّوا"..
"حسن الخلق يورث المحبَّة"..
"حُسنُ الصُّحبَةِ يَزيدُ في مَحَبَّةِ القُلوبِ"..
"عوّد لسانك لين الكلام وبذل السّلام يكثر محبّوك"..
"الرّفق يورث المحبّة"
حينئذ علينا افهام العالم ان المحبة اساس العلاقة بين العبد وربه ان كنتم تحبون الله اتبعوني يحببكم الله ، واساس العلاقة بين افراد المجتمع فان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ، واساس العلاقة بين الزوجين وجعلنا بينهم مودة ورحمة، واساس كل فضيلة من حسن الخلق وحسن الصحبة والكلام الطيب والرفق ، وحينئذ ينبغي فهم المحبة الإلهية واشاعتها في المجتعات ، بدل ان نُعيبها بسبب قصور في فهم المجتمع في ان الحُب لفظة شهوية وميول نفسية تؤدي الى امور غير شرعية وهي وصف لعلاقة بين ذكر وانثى .
قال لها : احسنتي يا ابنتي ، فأن الله يُحب لعباده الخير فقرن حُبه بالصفات الحميدة التي تجعل المرء يسعى لأكتسابها ، لأن اكتسابها فيه صلاحه وصلاح المجتمعات فقال :
(( وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلقُوا بِأَيدِيكُم إِلَى التَّهلُكَةِ وَأَحسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحسِنِينَ ))
(( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ ))
(( بَلَى مَن أَوفَى بِعَهدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ ))
(( الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالكَاظِمِينَ الغَيظَ وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحسِنِينَ ))
(( وَكَأَيِّن مِن نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُم فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَااستَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ))
(( فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنيَا وَحُسنَ ثَوَابِ الآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحسِنِينَ ))
(( فَإِذَا عَزَمتَ فَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ ال مُتَوَكِّلِينَ ))
(( وَأَقسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقسِطِينَ ))
(( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَرصُوصٌ ))
تعليق