إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

رسائل حُب ٍ لا تنتهي ...

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31

    (22
    )
    قال لها : اين ما اذهب ، اجلس ، اقرأ ، اجد الحُب ، ثم الحُب ، ثم الحُب ، أليس في المجتمع شيء غيره ؟!
    قالت لهُ : هذا دليل ان العالم يفتقر ، يفتقد الحُب ، لهذا يبحثون عنه في كُل مكان ، يفتشون عنه في كل الزوايا ، يتهافتون اليه كتهافت الفراش اينما وجدوه
    قال لها : من المُعيب ذلك !
    قالت لهُ : تربى المجتمع على العيب وكأن الحُب هي لفظة تقتصر على العلاقات غير الشرعية بين الرَجُل والمرأة ، لهذا اصبحنا نشهد في المجتمعات القسوة والعنف والاذى والظلم والتفكك الاسري والطلاق والقتل بين افراده ؟!
    تأملها وقال لها : وانتِ ما قولكِ فيه ، يا صاحبة النظرة المقلوبة ؟!
    قالت لهُ : انشاء علاقةً سليمةً بين الإنسان وربّه، وبينه وبين نفسه، ومع النّاس ومع الحياة. وكلّ هذه العناوين لا تتمّ إلا بالحبّ.
    قال لها : وكيف ؟!
    قالت لهُ : اقول ..
    * الكون والخَلق خُلق لمحبة الخالق
    ( كنت كنزا مخفيا فأحببت ان اعرف فخلقت الخلق لكي أعرف )
    * وأن الحُب من الايمان
    قال أبو جعفر (عليه السلام): وهل الدين إلا الحب، قال الله تعالى:قال الله تعالى: (( حَبَّبَ إِلَيكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُم )) وقال: (( إِن كُنتُم تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحبِبكُمُ اللّهُ ))
    * وجُعل الود اساس العطف والرحمة بين افراد المجتمع
    (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إذَا اشْتَكَى شَيْئًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى )
    * وان الحُب في الله من اعظم شعب الايمان
    (ودّ المؤمن للمؤمن في اللّه من أعظم شعب الايمان. الا ومن احب في اللّه، وابغض في اللّه، واعطى في اللّه، ومنع في اللّه، فهو من اصفياء اللّه)
    وعن علي بن الحسين (عليه السلام ) قال :
    (اذا جمع اللّه عز وجل الاولين والآخرين قام مناد فنادى ليسمع الناس فيقول : اين المتحابون في اللّه ؟ قال : فيقوم عنق من الناس فيقال لهم اذهبوا الى الجنة بغير حساب)
    * ان الله يجعل الود بين المؤمنين المتحابين على طاعة الله واوامره ، والمبتعدين عن معاصه ونهيه .
    {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا}.
    * ان المحبة تنشر الفضيلة بين افراد المجتمع ..
    " تهادوا تحابّوا"..
    "حسن الخلق يورث المحبَّة"..
    "حُسنُ الصُّحبَةِ يَزيدُ في مَحَبَّةِ القُلوبِ"..
    "عوّد لسانك لين الكلام وبذل السّلام يكثر محبّوك"..
    "الرّفق يورث المحبّة"

    حينئذ علينا افهام العالم ان المحبة اساس العلاقة بين العبد وربه ان كنتم تحبون الله اتبعوني يحببكم الله ، واساس العلاقة بين افراد المجتمع فان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ، واساس العلاقة بين الزوجين وجعلنا بينهم مودة ورحمة، واساس كل فضيلة من حسن الخلق وحسن الصحبة والكلام الطيب والرفق ، وحينئذ ينبغي فهم المحبة الإلهية واشاعتها في المجتعات ، بدل ان نُعيبها بسبب قصور في فهم المجتمع في ان الحُب لفظة شهوية وميول نفسية تؤدي الى امور غير شرعية وهي وصف لعلاقة بين ذكر وانثى .
    قال لها : احسنتي يا ابنتي ، فأن الله يُحب لعباده الخير فقرن حُبه بالصفات الحميدة التي تجعل المرء يسعى لأكتسابها ، لأن اكتسابها فيه صلاحه وصلاح المجتمعات فقال :
    (( وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلقُوا بِأَيدِيكُم إِلَى التَّهلُكَةِ وَأَحسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحسِنِينَ ))
    (( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ ))
    (( بَلَى مَن أَوفَى بِعَهدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ ))
    (( الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالكَاظِمِينَ الغَيظَ وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحسِنِينَ ))
    (( وَكَأَيِّن مِن نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُم فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَااستَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ))
    (( فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنيَا وَحُسنَ ثَوَابِ الآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحسِنِينَ ))
    (( فَإِذَا عَزَمتَ فَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ ال مُتَوَكِّلِينَ ))
    (( وَأَقسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقسِطِينَ ))
    (( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَرصُوصٌ ))

    تعليق


    • #32
      (23)


      قال لها : أي خيرٌ تُريدين مني ؟!
      قالت لهُ : لا اُريدُ الخير لنفسي ، فأطمع بما عندك ؟!
      بل أُريدُ الخير لنفسك ، فأطمع بما عند الله لك ،

      فما عند الله باقٍ لا ينفذ .

      تعليق


      • #33
        (24)
        قالت لهُ : ماذا تقرأ ؟!
        قال لها مُبتسماً : بعض الحقائق العلمية
        قالت لهُ : أخبرني بها !
        قال لها : لا ينفع ..
        قالت لهُ : ارجوك ..
        قال لها : يكفي الحاح ..
        قالت لهُ : اتوسل اليك ..
        قال لها : لا اريد ..
        قالت لهُ : ارجوك واتوسل كلاهما ..
        ابتسم لها وقال : الخجل مرتبط بالاشخاص ذوي القلوب الطيبة ، وهولاء لا ينشئون علاقات ، لكنهم يكونون في العادة اكثر عمقا وراحة .
        واضاف ضاحكاً وهي تبتعد عنهُ : بالله عليك لا تذهبي لأني اكتفيت مِن كوب العصير .

        تعليق


        • #34
          (25)

          قال لها : وهل هناك بشراً ملاك ؟!
          قالت لهُ : لا تستصغر البشر ، يقول الامام علي
          وتحسب انك جـِرمٌ صغير ..وفيك انطوى العالم الاكبر
          داؤك منك وما تبصر.. دواؤك فيك وما تشعر
          تحسب أنك جرم صغير.. وفيك انطوى العالم الأكبر.

          قال لها : وكيف يكون الانسان افضل من الملائكة ، والملائكة لا تنفك عن ذكر الله وعبادته ؟!
          قالت لهُ : سُئل الامام الصادق
          من الافضل .. الملائكة أفضل أم بنو آدم ؟
          فقال : قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
          إن الله عز و جل : ركب في الملائكة عقلا بلا شهوة ،
          و ركب في البهائم شهوة بلا عقل ، و ركب في بني آدم كليهما.
          فمن غلب عقله شهوته ، فهو خير من الملائكة .
          و من غلبت شهوته عقله ، فهو شر من البهائم .

          قال لها : كُل البشر يمكن ان يكونوا كذلك ؟!
          قالت لهُ : نعم بخطوتين الاولى : ان لا يهدموا عقولهم
          ففي كلام الامام العسكري مع هشام يقول : يا هشام ، من سلط ثلاثا على ثلاث فكأنما أعان هواه على هدم عقله ،
          من أظلم نور فكره بطول أمله ، ومحا طرائف حكمته بفضول كلامه ، وأطفأ نور عبرته بشهوات نفسه ،
          فكأنما أعان هواه على هدم عقله ، ومن هدم عقله أفسد عليه دينه ودنياه .

          والخطوة الثانية : ان يسعوا ان يكونوا مؤمنين وان يكونوا دائما مِن كل ذنب توابين .
          قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
          مثل المؤمن : عند الله عز و جل ، كمثل ملك مقرب .
          و إن المؤمن : عند الله ، أعظم من ذلك .
          و ليس شي‏ء : أحب إلى الله ، من مؤمن تائب ، أو مؤمنة تائبة
          .

          تعليق


          • #35
            (26)
            قال لها : اي القراءات افضل ، قراءة الكتب العقائدية والفلسفية ، ام الكتب الاخلاقية ؟!
            قالت لهُ : الثانية تُقدم على الاولى ، وهي الخطوة الاصح لمن يُريد الايمان الحقيقي .
            قال لها : والذي يذهب للنوع الاول ، الا يريد الايمان ايضا ؟!
            قالت لهُ : العلوم بمختلف انواعها ، سهلة الاكتساب بالقراءة والاطلاع ، اي شخص يُمكن ان يتعلمها ، ويمكن ان يتحدث بها ، ولكن تعلم الاخلاق واكتسابها لا يقوى عليها اي شخص ، لهذا وصفت بالجهاد الاكبر .
            قال لها : ما الدليل على ذلك ؟!
            قالت لهُ : القراءة ليس ان نحفظ ما نقرا ، بل علينا ان نفهم ما نقرأ لنصل الى نتيجة فكرية ، وهذه النتيجة هي الدليل .
            قال لها : وضحي يا صاحبة النظرة المقلوبة .
            قالت له : لماذا الشيطان رُجم وابلس ؟!
            اليم يكن من عباد الله ، الم يكن عالما بالله ، فهو قد عبد الله 7 الالاف سنة ؟!
            ولكن في المحك والاختبار ماذا قال لله : خلقتهُ من طين ، وخلقتني من نار ، فابى السجود لأدم فعلمهُ بالله لم ينفعه عندما اصابهُ الكبر والغرور ، والكبر والغرور من الامراض الروحية المذمومة و التي تهد الايمان والدين وتعالج بأكتساب الصفات الاخلاقية المحمودة هذا اولا.
            ثانيا : تامل في القرآن ما سبب ترك عبادة الله او الاشراك به ، ما سبب ارسال الله سبحانه الانبياء لكل امة ، ستجد كل هذا يحدث بسبب الجهل والهوى والحسد والكبر والفساد والنفاق والكذب والادعاء ، وكل هذه امراض روحية مذمومة ، تعالج بأكتساب الاخلاق الحميدة .
            فالامراض الروحية هي حُجب تتكون على الفطرة وعلى العقل ، وتجعل المرء يعيش في متاهات مظلمة ، فما فائدة اكتساب العلوم العقائدية والفلسفية مع وجود الامراض الروحية ؟!
            ثالثاً :عندما بُعث الرسول قال انما جئت لأتتم مكام الاخلاق ، وهذا يدعونا ان تكون اول خطوة نقرأها الكتب الاخلاقية .
            قال لها : الى اي درجة الاخلاق مهمة ؟!
            قالت لهُ : الى درجة ان الاخلاق تقود الى توحيد الله ؟!
            قال لها : وكيف ؟!
            قالت لهُ : في احدى معارك الرسول مع الكفار ، وقد اسر منهم جماعة ، فتقدم احدهم وعرض عليه الشهادة فلم يقبل ان ينطق بالشهادتين ، فأخره ليُقطع عنقه ، فاذا بالوحي نزل على النبي فقال لهُ : لا تقتله . استغرب الكافر عن سبب عدم قتله ، فقال لهُ الرسول بما هو مضمونه ان الله اوحى انك تجود بالمال الذي عندك لأي محتاج من قومك ولا تبخل به ، فبكى الكافر ونطق الشهادتين وقال : لا احد يعلم بذلك الا انا ، فصدّق بما اخبره الرسول انه نبي الله .
            قال لها : زيدي ؟!
            قالت لهُ : هل تعلم ان من تعريفات الفلسفة قديما عند العرب هو " انها كمال العلم لكمال العمل " عندها الفلسفة الحق هي التي يرتبط فيها النظر بالعمل ، اي يرتبط فيها النظر بالاخلاق ايضا .
            وهناك بحث رائع لطه عبد الرحمن حول الفلسفة والاخلاق وهو فيلسوف مغربي، متخصص في المنطق وفلسفة اللغة والأخلاق. ويعد أحد أبرز الفلاسفة والمفكرين في مجال التداول الإسلامي العربي منذ بداية السبعينات من القرن العشرين.
            " يقول فيه بدون شك هيمن على الفلسفة تصور ما، كان هذا التصور هو أن الفلسفة نظر استدلالي، بحيث لا نحتاج إلا لاستخدام العقل والنظر للوصول إلى الحقائق سواء بالكونيات أو الغيبيات أو السلوكيات. لكن لو نظرنا لهذا التصور، لوجدناه يخل بمقتضى منطقي وهو أن النظر المجرد لايمكن أن يحكم على السلوكيات، لأنه يحتاج أن يتحقق بخصائص السلوكيات لكي يتمكن من الحكم عليها. أي لابد للفسفة أن تكون مصحوبة بالعمل، حتى تفتح في العمل أفاق جديدة لم تكن فيه لما كانت الفلسفة نظراً مستقلاً عن العمل. لأن العمل يؤثر في النظر، من حيث أنه ينشئ استدلالاً جديداً في النظر واستشكالات في القضايا. وحين يكون النظر أخ العمل ولا ينفك عنه عند ذلك نقول أن الفيلسوف له الحق أن يحكم في السلوكيات وأن يحكم كذلك على الغيبيات.
            لذلك لا نستغرب أن العالم الاسلامي لما تلقى الفلسفة أسماها الحكمة لأن الحكمة مخروطة بالعمل بشكل كامل بل تعد مرتبة،و ليست فقط مرتبة يتأطر فيها النظر بالعمل، بل يصبح العمل هو الذي يوجه النظر وليس العكس.
            ونستطيع أن نقول بأن العمل هو ليس إلا جملة سلوكيات وهذه السلوكيات يمكن أن تكون موصوفة بالخير أو الشر أو الحسن أو القبح. وحين ذاك فإنها تعتبر داخلة في باب الأخلاق. إذن فكل سلوك يخضع أو يكون محط الحكم عليه بالخير أو الشر يعد خلقاً من الأخلاق. بمعنى آخر، أن الأفكار لابد أن تكون مصحوبة بالأخلاق حتى تحقق الفلسفة كما عاشها التراث الاسلامي، بل أقول أن بعض المدارس اليوناينة كالرواقيين كان تصورهم للفلسفة تصوراً عملياً، ونحن اليوم أحوج مانكون إلى استحضار هذا التصور العملي للفلسفة لأسباب موضوعية موجودة في واقعنا، أي لايمكن أن ننشئ فلسفة بالنظر المجرد والواقع أمامنا يتحدانا بإشكالات وعوائق كبيرة ملموسة واقعية. بل نحتاج تجاوزها، ولايمكن تجاوزها بالفكر المجرد بل لابد من فكر قد انطبع وتشكل بالعمل تشكلاً كاملاً."

            اذن وعلى هذا الاساس حتى الافكار لابد ان تكون مصحوبة بالاخلاق لتحقق الفلسفة
            قال لها مُبتسما : مُتكبرة ، اعلم انك تفرحين عندما تذهبين لرأي وترين انهُ قد اُسند براي العقلاء ؟!
            قالت لهُ : بكل تواضع افرح وليس بكل تكبر افرح ، جميل ان يصل الانسان لنتيجة فكرية ثم يعرضها على اهل الخبرة من خلال زيادة القراءة في الاراء المختلفة المطروحة وترك ما يميل النفس لكي يستوعب العقل كل الاراء على حد سواء ثم يختار الصواب ، واضيف لك انه حتى عندما يتساوى عالمان في الاعلمية ، فان اختيار الاعلم يكون على اساس من هو اكثر زهدا وتقوى ، اي عدنا الى الامور الاخلاقية ..
            قال لها : زيدي
            قالت لهُ : اهل البيت دعوا الناس اليهم بأخلاقهم لا بعلمهم وألفت حول ذلك الكثير من الكتب ، فاخلاق المرء يدفع الاخرين لمعرفة معتقده ، عندها يتمكن من عرض علمه ، فالاخلاق هي مفتاح القلوب الجالبة للمعارف العقلية روي: إنّ شامياً رأى الإمام الحسن راكباً فجعل يلعنه، والإمام الحسن لا يردّ.
            فلمّا فرغ أقبل الإمام عليه وضحك، وقال: أيّها الشيخ أظنّك غريباً ولعلّك شبّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا حملناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حرّكت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت إرتحالك كان أعود عليك لأنّ لك موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالا كبيراً.
            فلمّا سمع الرجل كلامه بكى ثمّ قال: أشهد أنّك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالاته، كنت أنت وأبوك أبغض خلق إليّ والآن أنت أحبّ خلق الله إليّ، وحوّل رحله إليه وكان ضيفه إلى أن ارتحل وصار معتقداً لمحبّتهم.

            واضافت .. انظر الامام رغم انهم زقوا العلم زقا ، لكن الامام تعامل مع الشيخ بأخلاقه لا بعلمه ، واخلاقه جعلت الشيخ يعترف انه خليفة الله .
            قال لها : اذن اتركي التكبر عنك لأنها صفة اخلاقية مذمومة
            قالت لهُ : هو كبرياء وليس تكبر ، راجع الكتب الاخلاقية لتعرف الفرق بينهما .

            تعليق


            • #36
              (27)

              قال لها : قالت مبتسمة ، قالت مبتسمة ؟!
              قالت لهُ : الانسان بشره في وجهه وحزنهُ في قلبه ..
              ويكفي ان يكون للمرء غبطة ما دام يزرع في دروب الاخرين فكرة ..
              يقول ايليا ابو ماضي :
              أيّها الشاكي الليالي إنَّما الغبطةُ فِكْرَهْ
              ربَّما اسْتوطَنَتِ الكوخَ وما في الكوخِ كِسْرَهْ
              وخَلَتْ منها القصورُ العالياتُ المُشْمَخِرَّهْ
              تلمسُ الغصنَ المُعَرَّى فإذا في الغصنِ نُضْرَهْ
              وإذا رفَّتْ على القَفْرِ استوى ماءً وخُضْرَهْ
              وإذا مَسَّتْ حصاةً صَقَلَتْها فهيَ دُرَّهْ
              لَكَ ، ما دامتْ لكَ ، الأرضُ وما فوق المَجَرَّهْ
              فإذا ضَيَّعْتَها فالكونُ لا يَعْدِلُ ذَرَّهْ
              أيُّها الباكي رويداً لا يسدُّ الدمعُ ثغرَهْ
              أيُّها العابسُ لن تُعطَى على التقطيبِ أُجْرَهْ
              لا تكنْ مُرَّاً ، ولا تجعَلْ حياةَ الغيرِ مُرَّهْ
              إِنَّ من يبكي لهُ حَوْلٌ على الضحكِ وقُدْرَهْ
              فتَهَلَّلْ وتَرَنَّمْ ، فالفتى العابسُ صَخْرَهْ.

              تعليق


              • #37
                (28)

                قالت لهُ : انتظر لأكتب خاطرة ..
                سماءٌ زرقاء ترعى غيوم كالقلوب البيضاء ،
                وناي العصافير بالمحبة للحياة يُغرد ،
                والورد يموج بشذاه
                والنسيم يُداعب وجنة الصباح بأنامله العذبة ..
                كُل شيء جميل ،
                عندما تفوح من الاشياء الطُهر والنقاء ..
                قال لها : والان ؟!
                قالت : لنمضي
                ***
                قالت لهُ : انتظر لأكتب خاطرة ..
                وجوه بائسة ، تفترش الارض والطرقات ،
                وجوه احرقتها لهيب الشمس ، من اجل لقمة الحياة ،
                وجوه قد خط ظرف الزمان عليها التجاعيد ،
                ووجوه خط عليها اهل الزمان تجاعيده
                فقرٌ وحرمان وفساد وخسران ، عندما يموت ضمير الانسان .
                قال لها : والان ؟!
                قالت لهُ : لنمضي .

                ***

                قالت لهُ : انتظر لأكتب خاطرة ..
                صراخ ، وبكاء ، دموع وآهات ..
                صدى يخرج من تلك البيوت الجميلة
                لكنها من الداخل خاوية
                حيث تعيش الاجساد مع بعضها ،
                والارواح متفرقة
                لأن اواني المحبة بينهم مُكسرة .
                قال لها : والان ؟!
                قالت لهُ : لنمضي ..

                ***

                نظر اليها وابتسم ثم قال : انتظري .. توقفي ها هنا
                قالت لهُ : نعم توقفت ..
                قال لها : الان اكتبي الخاطرة ..
                قالت لهُ : سأجلب لكً كوباً من العصير بحروف مُبعثرة ..

                تعليق


                • #38
                  (29)

                  قال لها : ما الفرق بين المؤمن والمسلم ؟!
                  قالت لهُ : المؤمن في قبال المسلم، فالمسلم من تشهد الشهادتين ، التشهد لا يحتاج إلى كثير من رأس المال، فالإنسان بكلمتين ينتقل من الكفر إلى الإسلام ، أما الذي فيه مؤونة، وفيه تعب، هو أن يتحول الإنسان إلى مؤمن.
                  قال لها : من المؤمن ؟!
                  قالت لهُ : قال أمير المؤمنين (المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه.. أوسع شِيء صدراً، وأذل شيء نفساً.. يكره الرفعة، ويشنأ السمعة.. طويل غمه، بعيد همه.. كثير صمته، مشغول وقته.. شكور، صبور.. مغمور بفكرته، ضنين بخلته.. سهل الخليقة، لين العريكة.. نفسه أصلب من الصلد، وهو أذل من العبد).
                  قال لها : كيف نوفق بين الجملتين بشره في وجهه وحزنه في قلبه ؟!
                  قالت لهُ : الاسلام لا يدعو الى البؤس والتباؤس امام الناس لهذا ورد الكثير من الاحاديث حول اهمية الابتسام منها ( ان بشر المؤمن في وجهه وقوته في دينه وحزنه في قلبه ) و ( البشر الحسن وطلاقة الوجه ، مكسبة للمحبة ، وقرب من الله ، وعبوس الوجه وسوء البشر مكسبة للمقت ، وبعد من الله )
                  قال لها : اذن ولما يحزن قلب المؤمن ؟!
                  قالت لهُ : السمة الظاهرية للمؤمن أنه يكتم أحزانه ، فالمؤمن لا يخلو من حزن، هذا الحزن ليس بالضرورة لأحزانه الخاصة، فالحياة اكبر من ذلك فهو قد يحزن لأنه يحمل هم الاخرين ويتأثر بما يجري على الامة من مكاره وكم هو عميق وصف علي عندما يقول لو الانسان يموت كمدا لأنتهاك حرمة ما كان ملوما حيث قال (ولقد بلغني أن الرجل منهم، كان يدخل على المرأة المسلمة، والأخرى المعاهدة.. فينتزع حجلها وقلائدها ورعاثها.. فلو أن الرجل مات بعد ذلك آسفا، لما كان عندي ملوما، بل كان عندي جديرا).
                  قال لها : هل هناك حزن مقدس وغير مقدس ؟!
                  قالت لهُ : ما كان حزن بناء، هو حزن مقدس حزن نابع اما من تقصيره في الطاعة او العبودية او الحزن لأنه يحمل آلام الأمة ، اما الحزن الذي يهدم هو حزن غير مقدس وهو الحزن على الدنيا والحرص عليها والخوف من المستقبل .
                  قال لها : ما معنى مشغول وقته ؟!
                  قالت لهُ
                  : اي لا يقتل وقته بما لا ينفع ، بل مشغول وقته بما فيه فائدة .
                  قال لها : وما معنى مغمور بفكرته ؟!
                  قالت لهُ : أي دائم التفكير؛ وتفكيره غير وسواسي، بل تفكير إنسان سوي، تفكير بناء لما ينفعه لدنياه وآخرته.
                  قال لها : وما معنى نفسه اصلب من الصلد ؟!
                  قالت لهُ : الصلد: الصلب الأملس.. والمراد: وصف صلابة إيمانه، وقوّة ثباته على الحق.. وهو أذل من العبد: في تواضعه.. إذن، كالحجر الصلب في الحق، ولكنه فيما يرضي الله -عز وجل- ومع المؤمنين أذل من العبد، {أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ}.
                  قال لها : هناك حزن يقع في القلب لا يُعرف سببه هل هو حزن مقدس ام غير مقدس ؟!
                  قالت لهُ : علينا ان نبحث عن الاسباب التي تورث مثل هذا الحزن ومن الاسباب التي لا نقيم لها وزنا هو ادخال الحزن على الاخرين ، ان رأيت حزنا في القلب ، علينا ان نبحث عن القلوب المحيطة بنا ، لعلك كنت سببا في شعور انسان بالالم والاذى ،
                  قال لها : احسنتي .. ابتسمي ..وان كانت ابتسامتك مثل النهايات السعيدة التي تكتبينها
                  قالت لهُ : الابتسامة بوجه العالم صدقة عن الصادق ( ثلاث من اتى الله بواحدة منهن اوجب الله له الجنة : الانفاق من اقتار ، والبشر لجميع العالم ، والانصاف من نفسه )

                  تعليق


                  • #39
                    (30)
                    قال لها : اين اجدك ؟!
                    قالت لهُ : لا ادري ..
                    من الممكن سكون على تاء التانيث ،
                    او ضمة على حرف الحُرية ، او فتحة على حرف الحَياء ،
                    او كسرة تحت كِتاب ، او شدة على واو القوّة ؟!
                    لا ادري ..
                    قد اكون على فاصلة تنظم جمل الحياة ،
                    او قوسان تضم بينهما القيم والمبادئ من اعصاير الزمان ،
                    او علامة تعجب لفكرةٍ مستهلكة ،
                    واستفهام امام تساؤلات العقل اللامتنهاية
                    او نقطة نهاية لمآسي الناس لبداية جديدة .
                    لا ادري ..
                    قد اكون رائقة امام فكرة جليلة ،
                    او منزعجة امام فكرة بالية ،
                    وحزينة لجراح الحياة المتوالية ،
                    وسعيدة برؤية سعادات الناس ،
                    لا ادري ..
                    قد اكون دمعة عند الوجه البائسة
                    او فرحة تُغرد بين ثنايا الوجوه السعيدة ،
                    او كلمة للافواه المكممة
                    او بوح صامت للقلوب المكلومة ،
                    لا ادري ..
                    قد اكون ثورة على الطغيان ،
                    وحمامة سلام لنشر الوحدة ،
                    ومشجع على درجات الحياة ،
                    لمن سلك طريق الرفعة والعزة ،
                    ويد خير لمن تعثر ،
                    وهدية لعيوب الاخرين
                    قال لها : كنتُ حيران فزادت حيرتي ؟!
                    قالت لهُ : بأختصار نجوم متناثرة في عمق السماء ،
                    وحروف مبعثرة في ابجديات الكلام ،
                    وامواج متفرقة في لجج الحياة
                    وانوار مشتته في زوايا الارواح
                    قال لها : وهم
                    قالت لهُ : حقيقة

                    تعليق


                    • #40
                      (31)
                      قال لها : هل رأيتي يوما كاتب حقيقي ؟!
                      قالت لهُ : الحق يُقال غالبية الكتّاب هو كتّاب مجازيين ؟!
                      قال لها : لماذا ؟!
                      قالت لهُ : اولا : الكاتب اذا كان كاتبٌ حقيقي ، مِن المُستحيل ان تهدأ الكلمات على فوهة قلمه ، والافكار في مُخيلته ، ليس بيده لأنها مَلكه عنده ،
                      فلا يمكنهُ كبتها لشدة تزاحمها في روحه ، لذلك ليس لهُ الا ان يسردها حروفا على ورقة الحياة ، ثانياً : نية الكاتب مهمة ، هو لِما يكتب ؟!
                      اذا كانت الكتابة لقتل الوقت ، او لجاه او منصب ، او اسباب اخرى ، سوف نرى لمجرد انشغال الوقت بشيء اخر سوف تموت الكتابة عنده ، ومجرد خلو المسرح من الجمهور ينتهي الحماس في الكتابة ، ولمجرد انتهاء الاسباب تنتهي كتابته ، لهذا لا بدّ ان تكون هناك نية عظيمة تجعل المرء يكتب غير متأثر بأي ظرف وان كانت الكتابة تخبو وتظهر بسبب ظروف الحياة ولكنها لا تموت ابداً ، ولا يوجد اعظم من نية اضافة ورقة في مكتبة العالم تكون حاجزا عن النار او صدقة جارية ، او نجوم يُهتدى بها .
                      قال لها : هناك من يُغير منصة الكتابة ؟!
                      قالت لهُ : لا بأس بذلك ، اكيد كُل كاتب يختار المنصة التي يرتاح عليها في القاءه ، ولكن المهم ان يبقي كاتبا حقيقا .
                      قال لها : لما لا تنتهي الكتابة ؟!
                      قالت لهُ : الكتابة مرهونة بما في الحياة مِن احداث ومشكلات وقضايا ، وهذهِ لا تنتهي ، بل بالعكس في مثل هذه الاحداث ، الكاتب يُعتبر منصة اعلامية قوية يخاف منها الطغاة لهذا تسمى بالسلطة الرابعة (Fourth Estate)من ناحية التأثير الاجتماعي .
                      قال لها : وما هذا المصطلح ؟!
                      قالت لهُ : المصطلح يطلق على وسائل الإعلام عموماً وعلى الصحافة بشكل خاص ، ويستخدم المصطلح اليوم في سياق إبراز الدور المؤثر لوسائل الإعلام ليس في تعميم المعرفة والتوعية والتنوير فحسب، بل في تشكيل الرأي، وتوجيه الرأي العام، والإفصاح عن المعلومات، وخلق القضايا، وتمثيل الحكومة لدى الشعب، وتمثيل الشعب لدى الحكومة، وتمثيل الأمم لدى بعضها البعض.
                      قال لها : وهل الشبكة العنكبوتية احداها ؟!
                      قالت : نعم انها من التسويق الاجتماعي التي تتناول كيفية ترويج الافكار التي تعتنقها النخبة في المجتمع لتصبح ذات قيمة اجتماعية معترف بها ، وهذا يعود الى طبيعة النخبة وتوجهاتهم المختلفة ، واصبحت الاكثر فاعلية وتأثير من الوسائل الاعلامية المكتوبة والمسموعة .
                      قال لها : هل ترين نضوج في استخدام الشبكة العنكبوتية عند الشباب ؟!
                      قالت لهُ : يوجد نضوج ولكن ليس بالمستوى الذي يليق بأمة قيل فيها خير امة اخرجت للناس ، ولكن هذا النضوج بحد ذاته جيد حيث انتقل فيه الشباب العربي من استخدام وسائل التواصل من الدردشة وتفريغ الشحنات العاطفية الى مرحلة تبادل وجهات النظر من اجل تحسين ايقاع الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، ويمكن ملاحظة ذلك في الثورات التي قادتها بعض الشعوب العربية وحركة الشباب فيها املا بتغيير ملامح مجتمعاتهم .
                      قال لها : هل يتغير الكاتب بتغير اسلوبه في الكتابة ؟!
                      قالت لهُ : تغير اسلوب الكتابة ليس دليلا على تغير الكاتب من حيث المبادئ والقيم ، انما يتغير الاسلوب بتغير المجتمع ، لأيصال الفكرة ، فالفكرة هي نفسها نفسها ، سواء وضعت في اطار مُزخرف ، او في اطار عادي .
                      قال لها : يُتهم الكاتب ؟!
                      قالت لهُ : هنا الالم هو مُتهم ، فالكتابة هي يدٌ وفم ورصاص ودم ، و تهمة سافرة بلا قدم ، تجلب للكاتب الكثير من الالم ، كما يقول احمد مطر .
                      قال لها : الالم قد يميت الزهور ؟!
                      قالت لهُ : قطفوا الزهرة ..
                      قالت : من ورائي برعم سوف يثور ..
                      قطعوا البرعم ..
                      قالت : غيره ينبض في رحم الجذور ..
                      قلعوا الجذر من التربة ..
                      قالت :إنني من أجل هذا اليوم ، خبأت البذور
                      كامن ثأري بأعماق الثرى
                      و غداً سوف يرى كل الورى
                      كيف تأتي صرخة الميلاد
                      من صمت القبور
                      تبرد الشمس ..
                      ولا تبرد ثارات (الزهور) .. !
                      قال لها : كُل الازهار يعتريها الذبول ، فما اجمل الازهار التي لا يعتريها الذبول ، مقاومة لكل الفصول ..

                      تعليق


                      • #41
                        (32)

                        قال لها : ماذا تفعلين ؟!
                        قالت لهُ : ازرع اُسس للتفكير ،
                        قال لها : ضعي الراي والفكرة بشكلٍ مباشر
                        قالت لهُ : هذا خطأ كبير
                        قال لها : ولما ؟!
                        قالت لهُ : هُناك مثل صيني يقول : " لا تعطني سمكة ، بل علمني كيف أصيدها "
                        لا يمكن اجبار الناس على الافكار ، ولكن وضعها كقناديل في الطرقات ، تجعلهم يفكرون بها ، اذا ما ارتأوا الاستنارة بأضوائها .
                        قال لها : اين اجد رأيك ، ما تؤمنين به .
                        قالت لهُ : هذه ملكية فكرية ، تُمنع من النشر برقابة ذاتية .
                        قال لها : انتِ مُتناقضة ؟!
                        قالت لهُ : ولما ؟!
                        قال لها : وما تضعينه من اراء وافكار ؟!
                        قالت لهُ : كل عالم وكل باحث ومختلف صنوف النخبة من المجتمع يذكر اراء ثم يُعقب عليها انه يستحسن من تلك الاراء هذا الراي ثم يعرض نتاج فكره الموافق لأستحسانه ، لهذا ما يُستحسن يبقى ممنوع من النشر لأنهُ فيها دعوة الى ( الانا ) من الواجب عدم الوقوع بها ، فـ ( الانا ) ليس مكانها الاماكن العامة ، فيختلط الحابل بالنابل ، ولكي لا يحاول احد الاستقراء الذهني فيقع في مطبات هو في غنى عنها .
                        قال لها : وردة ، كتاب ، مطر ، الى اخره .. ماذا تعتبرينها ؟!
                        قالت لهُ : ملكية عامة ، فلا يوجد كائن على وجه الارض لا يرى الجمال في هذه الامور ، ثم الادباء يستخدمونها كتعابير رمزية للمعاني الروحية ، وللامور المعرفية ، وشائعة الاستخدام في هذه الاوساط .
                        قال لها : استطيع رسم ملامح روحك ؟!
                        قالت لهُ : الورد لا يُعاقب على عطره ، ولكن يُعاقب اذا لم يستخدم شوكه التي تحميه .
                        قال لها مُبتسما : هي اشواك ورد !
                        قالت له : بقوة اشواك القنفذ .
                        قال لها : احسنتي يا صغيرتي

                        تعليق


                        • #42
                          (33)
                          قال لها : اقدس جرأة ؟!
                          قالت : ما كانت في طريق الحق ،
                          قال لها : اعظم جرأة ؟!
                          قالت : زرع المبادئ والقيم في ارضٍ مملوءة بالغام الافكار البالية والمستهلكة .
                          قال لها :
                          اخوف جرأة ؟!

                          قالت : سلوك طريق الشبهات .
                          قال لها : اقبح جرأة ؟!
                          قالت لهُ : ما كانت في خطوات الشيطان .
                          قال لها : اقوى جرأة ؟!
                          قالت لهُ : كلمة من نور وسط الظلام .
                          قال لها : ارق جرأة ؟!
                          قالت لهُ : العفوية والبساطة

                          تعليق


                          • #43
                            (34)

                            اسفة ،
                            عبوات اسفة ،
                            عندما يتيه الصدق في المتاهات المُظلمة ،
                            عندما تتعلق في زحمة الافكار بخيطٍ رفيع ،
                            اسمها المعجزة ،
                            مُعجزةٌ تُجلي النظر ،
                            املاً ان يكون كُل هذا غشاوة في العين ،
                            لا في حقيقة الصور ،
                            اسفة ،
                            عبوات اسفة ،
                            عندما تفقد الروح البصر ،
                            وتفتتش في كل الزوايا عن ابوابٍ النور للنظر ،
                            وبعدما تيأس ،
                            ويهجم عليها التعب تجلس ،
                            تهدأ ،
                            املا ان يُدل القلب على بزوغ الفجر
                            قال لها : علاما أنتِ متأسفة ؟!
                            قالت : لا ادري ، اضعها لكل من يراني مُخطئة .
                            قال لها : لِما النفس تلومين ؟!
                            قالت : اكون مظلومةٌ خيراً من ظالمة
                            قال لها : لم يبق في الناس الا المكر والملق
                            شوكٌ اذا لمسوا ، زهرٌ اذا رمقوا
                            انتِ للحياة لستِ فاهمة
                            قالت : سأكون معبداً للجرح ، يُهدى اليها الاشواك
                            لتبقى الازهار بالافراح مترنمة .

                            تعليق


                            • #44
                              (35)
                              قال لها : اُريد ان اُغامر ؟!
                              قالت لهُ : غامر في ما يُرضي الله ولا تبالي ،
                              قال لها : اُريد ان اكون جريئا؟!
                              قالت لهُ : كون جريئا في حُب ما يُحب الله ولا تبالي ،
                              قال لها : فاز باللذات من كان جسورا ،
                              قالت لهُ : كُن جسورا في طريق الله ولا تبالي .

                              تعليق


                              • #45
                                (36)

                                قال لها : ابيض .
                                قالت لهُ: اسود .
                                قال لها : متأكد ابيض .
                                قالت لهُ : متأكدة اسود .
                                قال لها : اعيدي النظر اراهُ ابيض
                                قالت لهُ : اعدتُ النظر اراهُ اسود .
                                قالت لهُ: ابداً لا تتغير ؟!
                                قال لها : دوما محدودة الفكر ؟!
                                قامت بتغيير اتجاه الكُرة ثم قالت لهُ: والان انظر
                                قال لها : اسود ؟!
                                قالت لهُ : في حين اعلم ان الذي في جهتك هو ابيض ، فكيف اكون محدودة الفكر ؟!
                                انت تنظر الى الامور بعلاقة افقية ( انا وانت ) ، وانا انظر الى الامور بعلاقة عمودية ( انا وانت والله )
                                كل ما يحدث من سوء فهم هو اختلاف في زاوية النظر .
                                قال لها : والحق لمن ، مع من ؟!
                                قالت لهُ : وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة في الامر .
                                واذا تنازعتم في شيء ردوه الى الرسول وآله البشر .

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 27-03-2024, 06:44 PM
                                ردود 0
                                13 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 25-05-2019, 07:10 AM
                                ردود 3
                                273 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                يعمل...
                                X