نظرة الإمام علي عليه السلام الى المرأة في نهج البلاغة
سوف نتناول في هذا الفصل البحث في اقوال الإمام علي (عليه السلام) عن المرأة، والتي وردت في نهج البلاغة، سواء في الخطب او الكتب او الحكم.
ونثبت قبل الخوض في هذا البحث النصوص المعتمدة مع ارقامها، حسبما وردت في كتاب "تصنيف نهج البلاغة"
قال الإمام علي عليه السلام:
ح ١٥١ وان النساء همهن زينة الحياة الدنيا والفساد فيها.
ح ٢٣٨ المرأة شر كلها، وشر ما فيها انه لابد منها
ح ١٢٤ غيرة المرأة كفر، وغيرة الرجل ايمان.
ح ٦١ المرأة عقرب حلوة اللبسة.
ح ٢٣٤ خيار خصال النساء، شرار خصال الرجال: الزهو والجبن والبخل. فاذا كانت المرأة مزهوة "اي فخورة" لم تمكن من نفسها، واذا كانت بخيلة حفظت مالها ومال بعلها، واذا كانت جبانة فرقت "اي فزعت" من كل شى ء يعرض لها.
٢٧٠ وقال (عليه السلام) في وصيته لابنه الحسن (عليه السلام) بعد انصرافه من صفين: واياك ومشاورة النساء، فان رايهن الى افن "اي نقص"، وعزمهن الى وهن، واكفف عليهن من ابصارهن بحجابك اياهن، فان شدة الحجاب ابقى عليهن، وليس خروجهن بأشد من ادخالك من لايوثق به عليهن. وان استطعت الا يعرفن غيرك فافعل. ولا تملك المرأة من امرها ماجاوز نفسها، فان المرأة ريحانة وليست بقهرمانة. ولا تعد بكرامتها نفسها، ولا نطمعها في ان تشفع لغيرة. واياك والتغايير في غير موضع غيرة، فان ذلك يدعوالصحيحة الى السقم، والبريئة الى الريب.
ح ١٣٦ جهاد المرأة حسن التبعل.
٧٨ ومن خطبة له (عليه السلام) بعد فراغه من حرب الجمل، في ذم النساء وبيان نقصهن: معاشر الناس، ان النساء نواقص الايمان، نواقص الحظوظ، نواقص العقول. فاما نقصان ايمانهن فقعودهن عن الصلاة والصيام في ايام حيضهن. واما نقصان عقولهن فشهادة امراتين كشهادة الرجل الواحد، واما نقصان حظوظهن فمواريثهن على الانصاف من مواريث الرجال. فاتقوا شرار النساء، وكونوا من خيارهن على حذر. ولا تطيعوهن في المعروف حتى لا يطمعن في المنكر.
ومن وصية للامام علي لعسكره قبل لقاء العدو بصفين
ولا تهيجوا النساء باذى، وان شتمن اعراضكم وسببن امراءكم، فانهن ضعيفات القوى والا نفس والعقول. وان كنا لنؤمر بالكف عنهن وانهن لمشركات. وان كان الرجل ليتناول المراة في الجاهلية بالفهر "حجر يدق به الجوز" اوالهراوة "العصا" فيعبر بها وعقبه من بعده.
بيان بعض حكم الإمام علي واقواله
من المصنفات السابقة، لانستغرب جملة من الاقوال التي افادها الإمام علي (عليه السلام) عن المرأة المنحرفة التي تعمل بهواها دونما تقيد بمبدا، كما هو حال كثير من النساء.يقول (عليه السلام):
- وان النساء همهن زينة الحياة الدنيا والفساد فيها "الخطبة رقم ١٥١"
- المرأة شر كلها، وشر ما فيها انه لابد منها "الحكمة رقم ٢٣٨"
- غيرة المرأة كفر، وغيرة الرجل ايمان "الحكمة رقم ١٢٤"
- المرأة عقرب حلوة اللبسة "الحكمة رقم ٦١"
هم المرأة
فاذا تركت المرأة عقلها جانبا، والقت اوامر الشرع وراء ظهرها، لم يعد لها من هم في الحياة غير زينتها وزخارفها، والانسياق وراء شهواتها.
فقال الامام (عليه السلام): 'وان النساء همهن زينة الحياة الدنيا والفساد فيها'.
المرأة الفاسدة شر كلها
وعندها تصبح المرأة شرا كلها، على الرغم من حاجة الرجل والوجود البشري اليها.
فقال (عليه السلام): 'المرأة شر كلها، وشر ما فيها انه لابد منها'.
غيرة المرأة وغيرة الرجل
والمرأة بدافع غيرتها على زوجها قد تنساق وراء عاطفتها، فتتصور ان زوجها يمكن ان يتزوج عليها، فخير سبيل لتتفرد به هو ان تفقره او تمنعه من مغادرة الدار، او تصمه بالريبة في كل نظرة ينظرها، مما يسبب لها فساد حياتها الزوجية ويعود عليها بالضرر والسوء.
ولذلك نهاها الامام (عليه السلام) عن هذه الغيرة المحرمة، واعتبرها كفرا بالنعمة التي انعمها الله عليها، [واذا كانت الغيرة تصل الى حد تنسى معه الله سبحانه بل وتتحدى معها اوامره تعالى ونواهيه بشكل علني وسافر وعن سابق توجه واطلاع، فانها تعني انها في حالة غيرتها وثورتها لاتعترف بسلطان الله سبحانه ولا تخضع لاوامره وزواجره... ولعل هذا اقرب الى ما يرمي اليه الإمام علي (عليه السلام) من كلمته الماثورة: 'غيرة المرأة كفر'.
فقال (عليه السلام): 'غيرة المرأة كفر'. وهذه الغيرة مختلفه جدا عن غيرة الرجل التي تعني الحفاظ على زوجته واهله ضد اي اعتداء خارجي او انتهاك لكرامتهم، فهذا واجب على كل رجل، وهو جزء من الايمان، فقال (عليه السلام): 'وغيرة الرجل ايمان'.
غدر المرأة
وفي الحكمة الرابعة يبين الامام (عليه السلام) جانبا من نفسية المرأة الشريرة، التي دابها ان تغدر بزوجها، في حين تظهر له حسن معاشرتها وتصرفاتها، فهي كالعقرب التي تلدغ الانسان بعد ان تعطيه الثقة والامان، فقال (عليه السلام): 'المرأة عقرب حلوة اللبسة'
ولعل الاقرب الى ما يرمي اليه اميرالمؤمنين (عليه السلام) من كلمته هذه، هو ان المرأة كثيرا ماتؤذي الرجل عن عمد او من غير عمد، ولكنها وبملاحظة وضعها العاطفي والانثوي المثير له تجعل الرجل ليس فقط لايجد الم لسبتها وانما هويلتذ بها ايضا.
خيار خصال النساء
ونتيجة التباين في خصال المرأة وفي وظيفتها عن الرجل، تعتبر بعض الخصال السيئة في الرجل، خصالا جيدة في المرأة.
ويعد الامام (عليه السلام) ثلاثا من هذه الخصال وهي: الزهو والجبن والبخل.
فيقول (عليه السلام): "خيار خصال النساء، شرار خصال الرجال: 'الزهو والجبن والبخل.
فاذا كانت المرأة مزهوة "اي فخورة بنفسها" لم تمكن من نفسها. واذا كانت بخيلة حفظت مالها ومال بعلها. واذا كانت جبانة فرقت "اي فزعت" من كل شى ء يعرض لها" "الحكمة رقم ٢٣٤" .
فالمرأة التي لاتستهين بنفسها يدفعها اعجابها بنفسها الى ان لا تمكن احدا من نفسها، وهي صفة جيدة في المرأة. على عكس المرأة الدنيئة التي تسلم نفسها لكل طالب بلا مقابل.
وبما ان السعي وراء زينة الدنيا يحتاج الى المزيد من المال الذي يرهق كاهل الرجل، كانت المرأة البخيلة افضل من المسرفة، لانها بذلك تحافظ على ما لها ومال زوجها واسرتها.
اما الجبن والخوف عند المرأة فهو من افضل الصفات، لان المرأة التي تدعي الجرأة تضع نفسها في مواضع الخطر دون ان تحترس، وبما انها ضعيفة، فهي بذلك تعرض نفسها للمهالك، ولو كانت تخاف لتجنبت اماكن الخطر، ولحسبت لكل امر الف حساب.
اما الرجل، فمن اسمى خصاله ان يكون متواضعا كريما شجاعا، على ان لا يخرجه ذلك عن حدود الشرع، فينقلب تواضعه الى ذل، وكرمه الى اسراف، وشجاعته الى تهور.
معاملة النساء والحفاظ عليهن
ولم يبخل الامام (عليه السلام) عن اسداء بعض الارشادات الضرورية للرجال، في كيفية معاملة نسائهم والحفاظ عليهن. فالمرأة التي تنساق عادة وراء عاطفتها، يجب ان تكون في ظل رجل يصونها من الشذوذ والانزلاق، ويمحضها النصيحة والرأي الصائب، الذي يجعلها تفوز بسعادة الدنيا والاخرة.
يقول الامام (عليه السلام) في آخر الوصية التي كتبها لابنه الحسن (عليه السلام) عند انصرافه من صفين:
'واياك ومشاورة النساء، فان رأيهن الى افن "اي نقص" وعزمهن الى وهن "اي ضعف". واكفف عليهن من ابصارهن بحجابك اياهن، فان شدة الحجاب ابقى عليهن. وليس خروجهن باشد من ادخالك من لايوثق به عليهن. وان استطعت الا يعرفن غيرك فافعل. ولا تملك المرأة من امرها ما جاوز نفسها، فان المرأة ريحانة وليست بقهرمانة. ولا تعد بكرامتها نفسها، ولا تطمعها في ان تشفع لغيرةا. واياك والتغاير في غير موضع غيرة، فان ذلك يدعوا الصحيحة الى السقم، والبريئة الى الريب' "الخطبة رقم ٢٧٠". ويتضمن هذا النص الامور التالية
مشورة المرأة
ففي البداية يبين الامام (عليه السلام) ان تفكير المرأة مرتبط بعاطفتها ارتباطا وثيقا، ورايها في الاشياء مرتبط باهتماماتها. فلاينبغي للرجل ان يشاور المرأة، فان رايها قد يضعف رايه ويثبط همته. ولا يستشير النساء الا العاجز من الرجال. يقول (عليه السلام): 'واياك ومشاورة النساء فان رايهن الى افن، وعزمهن الى وهن'.
واما اذا كانت المرأة ذات راي قويم وعزم قوي، فلماذا لايشاورها الرجل، ولا يكلفها بجسيم الاعمال والمهمات؟ كما فعل الامام الحسين (عليه السلام) حين كلف اخته مولاتنا زينب العقيلة (عليها السلام) بان تتابع نهضته من بعده، وان تبين للملا اهدافها ومراميها، فقامت بذلك بكل ثبات ورباطة جاش، وحمت ابن اخيها الامام زين العابدين (عليه السلام) وجميع السبايا، فكانت بذلك 'بطلة كربلاء'.
حجب المرأة وعدم الاختلاط
ثم يؤكد الامام (عليه السلام) على امر المشرع بحفظ المرأة، فان عدم اختلاطها بالرجال احفظ لها ولهم. فقال (عليه السلام): 'واكفف عليهن من ابصارهن بحجابك اياهن" اي احجبهن عن الغرباء حتى لاتقع ابصارهن على ما يكون سببا لفسادهن. ثم يقول (عليه السلام): 'فان شدة الحجاب ابقى عليهن' وليس المقصود بالحجاب هنا ما يوضع على الراس والعنق والجيب، وانما المقصود به الاعتزال وعدم الاختلاط. وان كان حجاب الراس هو واجب ايضا بنص القرآن الحكيم.
يقول تعالى عن الحجاب الاول مخاطبا نساء النبي اللواتي هن قدوة المسلمات: 'وقرن في بيوتكن، ولاتبرجن تبرج الجاهلية الاولى، واطعن الله ورسوله' ويقول سبحانه عن حجاب الراس 'يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المومنين يدنين عليهن من جلابيبهن، ذلك ادنى ان يعرفن فلايؤدين" "سورة الاحزاب ٥٩".
ثم يؤكد على لزوم ستر العنق وما يليه من الصدر وهو الجيب فيقول 'وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولايبدين زينتهن الا ما ظهر منها، وليضربن بخمرهن على جيوبهن' "النور- ٣٢"
والمقصود بالزينة الظاهرة ما تظهره المرأة من جسمها حال الصلاة، وهو الوجه الوضوئي واليدين الى الزندين والقدمين الى الكعبين.
[البحث المتقدم فقهي، فيه الكثير من الاخذ والرد بين الفقهاء. وما ذكره المؤلف هنا هو ما راه مناسبا بحسب سياق بحثه هذا].
ثم قال الامام (عليه السلام): 'وليس خروجهن باشد من ادخالك من لايوثق به عليهن' فهو(عليه السلام) يقول: 'ان خروج النساء من البيت اهون من دخول شخص غير موثوق عليهن، لان من تكون هذه صفته يتمكن من الخلوه معهن في البيت بدون رقيب، بينما لا يتمكن من ذلك اذا راهن في الطريق.
ورغم ان المشرع الحكيم سمح للمرأة بالخروج من بيتها في حالات الضرورة والحاجة، فان الامام (عليه السلام) شدد كثيرا على هذه الناحية، لتقديره المفاسد الكبيرة التي تنشا عن اختلاط النساء بالرجال، كما هو في عصرنا لحاضر.
ولذلك قال (عليه السلام): 'وان استطعت الا يعرفن غيرك فافعل'. ورغم ان الخطاب في هذه الوصية هو للامام الحسن (عليه السلام) فهوغير موجه اليه بقدر ما هو موجه لعامة المسلمين، لان عقيلات اهل البيت كن اشد الناس تمسكا وتطبيقا لتعاليم الشريعة.
[لاريب في ان من الخير للمرأة هوان لا ترى الرجل ولا الرجل يراها كما قررته الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام في مقام جوابها لسؤال ابيها الرسول الاكرم "ص" لها عن ذلك... ولكن ذلك ليس هو كل ما ينبغى ان يقال في هذا المجال... والا... فان المقامات والاحوال تختلف... فقد يفرض الواقع الموضوعي على المرأة ان تقف مع الرجل جنبا الى جنب لتسجل موقفا نضاليا ورساليا يدفع اليه التكليف الشرعي وضرورة الحفاظ على حياة الاسلام وعلى حيويته، وعلى حدوده وثغوره... ولاجل ذلك نجد 'فاطمة الزهراء' ومن بعدها ابنتها العقلية 'زينب' وسواهما من عقائل الرسالة يشاركن في تسجيل مواقف رساليه وسياسية علنية وفي ملا من الناس... مع عدم التخلي عن الالتزام بالحجاب وعدم الاخلال به... واذن فان من المناسب الفات نظر القارى ء الى ان الظروف تختلف وتتفاوت وتبعا لها يحصل الاختلاف والتفاوت في الوظيفة الشرعية الالهية التي لا بد من التزام بها وادائها على النحوالافضل والاكمل...]
روى ابن شهر آشوب في المناقب ان النبي "ص" قال لفاطمة (عليه السلام): 'اي شى ء خير للمرأة؟ قالت: ان لا ترى رجلا ولايراها رجل. فضمها اليه وقال: ذرية بعضها من بعض'.
وقد اثر عن زينب العقيلة (عليها السلام) انها كانت لاتعرف من باب دارها غير وجهه الداخلي. وكانت عند ما تضطر الى مغادرة بيتها، تخرج ليلا محجبة ومعها الحسن (عليه السلام) عن يمينها والحسين (عليه السلام) عن شمالها، وابوها اميرالمؤمنين امامها.
وقد كانت مولاتنا سكينة بنت الامام الحسين (عليه السلام) شبيهة بجدتها فاطمة الزهراء (عليها السلام)، فكانت مقطعة الى العبادة ودائمة الا تصال مع الله، لا تغادر بيتها ولا تلتفت عن مسجدها. حتى انه لما خطبها ابن عمها الحسن المثنى بن الامام الحسن (عليه السلام) قال له ابوها الحسين (عليه السلام): 'اعطيك فاطمة بنتي فهي كامي الزهراء في العبادة، اما سكينة فلا تصلح لرجل، لانها غالب عليها الاستغراق مع الله.
ومن غريب الامر، ان يذكر احد المؤرخين وهو الزبير بن بكار في كتابه نسب قريش ان سكينة نفسها كانت تقيم مجالس الانس والشعر والغزل، وان بيتها كان منتدى للرجال والنساء. وفي هذا تزوير متعمد، للحط من قيمة اهل البيت في نظر الناس وتشكيكهم بهم.
والحقيقة ان التي كانت تقوم بهذا الامر هي سكينة بنت خالد بن الزبير، فقد كانت تجالس الشعراء ويتغزلون بها وبجمالها. فرفع ابن بكار هذه الوصمة عن آل الزبير وجعلها في آل البيت (عليهم السلام)، لان الوضع السياسي يناسب ذلك. وقد كشف هذا الافتراء ابوالفرج الاصبهاني في كتابه الاغاني حيث قال: ان التي كانت تجالس الشعراء هي سكينة بنت خالد بن الزبير وليست سكينة بنت الحسين (عليه السلام).
المرأة ريحانة
ثم يؤكد الامام (عليه السلام) ان وظيفة المرأة هي في ممارسة الاعمال المناسبة لها، ومن اجلها انجاب اولادها ورعاية اسرتها، فهي لم تخلق لتحمل المسؤوليات الشائكة والاعمال التي تضر بانوثتها بل خلقت لتظل وردة جميلة وريحانة عطرة.
فقال (عليه السلام): 'ولا تملك المرأة من امرها ماجاوز نفسها، فان المرأة ريحانة وليست بقهرمانة' وفي هذا ارفاق كبير بالمرأة يتناسب مع رقتها وانوثتها ولايزيدها اعباء فوق اعبائها. وقد شرحنا هذا القول سابقا حين تكلمنا عن اهتمام المرأة بالمظهر.
ثم يقول (عليه السلام): 'ولا تعد بكرامتها نفسها، ولا تطمعها في ان تشفع لغيرتها' اي لاتجاوز با كرامها نفسها، فتكرم غيرتها بشفاعتها. وكل ذلك مبني على طبيعة المرأة في الانسياق وراء عاطفتها وتجاوز حدود حقها اذا سلس لها العنان. وان تشفع المرأة للولد بشكل متكرر منساقة وراء عاطفة الامومة يسيء الى تربيته.
يتبع
سوف نتناول في هذا الفصل البحث في اقوال الإمام علي (عليه السلام) عن المرأة، والتي وردت في نهج البلاغة، سواء في الخطب او الكتب او الحكم.
ونثبت قبل الخوض في هذا البحث النصوص المعتمدة مع ارقامها، حسبما وردت في كتاب "تصنيف نهج البلاغة"
قال الإمام علي عليه السلام:
ح ١٥١ وان النساء همهن زينة الحياة الدنيا والفساد فيها.
ح ٢٣٨ المرأة شر كلها، وشر ما فيها انه لابد منها
ح ١٢٤ غيرة المرأة كفر، وغيرة الرجل ايمان.
ح ٦١ المرأة عقرب حلوة اللبسة.
ح ٢٣٤ خيار خصال النساء، شرار خصال الرجال: الزهو والجبن والبخل. فاذا كانت المرأة مزهوة "اي فخورة" لم تمكن من نفسها، واذا كانت بخيلة حفظت مالها ومال بعلها، واذا كانت جبانة فرقت "اي فزعت" من كل شى ء يعرض لها.
٢٧٠ وقال (عليه السلام) في وصيته لابنه الحسن (عليه السلام) بعد انصرافه من صفين: واياك ومشاورة النساء، فان رايهن الى افن "اي نقص"، وعزمهن الى وهن، واكفف عليهن من ابصارهن بحجابك اياهن، فان شدة الحجاب ابقى عليهن، وليس خروجهن بأشد من ادخالك من لايوثق به عليهن. وان استطعت الا يعرفن غيرك فافعل. ولا تملك المرأة من امرها ماجاوز نفسها، فان المرأة ريحانة وليست بقهرمانة. ولا تعد بكرامتها نفسها، ولا نطمعها في ان تشفع لغيرة. واياك والتغايير في غير موضع غيرة، فان ذلك يدعوالصحيحة الى السقم، والبريئة الى الريب.
ح ١٣٦ جهاد المرأة حسن التبعل.
٧٨ ومن خطبة له (عليه السلام) بعد فراغه من حرب الجمل، في ذم النساء وبيان نقصهن: معاشر الناس، ان النساء نواقص الايمان، نواقص الحظوظ، نواقص العقول. فاما نقصان ايمانهن فقعودهن عن الصلاة والصيام في ايام حيضهن. واما نقصان عقولهن فشهادة امراتين كشهادة الرجل الواحد، واما نقصان حظوظهن فمواريثهن على الانصاف من مواريث الرجال. فاتقوا شرار النساء، وكونوا من خيارهن على حذر. ولا تطيعوهن في المعروف حتى لا يطمعن في المنكر.
ومن وصية للامام علي لعسكره قبل لقاء العدو بصفين
ولا تهيجوا النساء باذى، وان شتمن اعراضكم وسببن امراءكم، فانهن ضعيفات القوى والا نفس والعقول. وان كنا لنؤمر بالكف عنهن وانهن لمشركات. وان كان الرجل ليتناول المراة في الجاهلية بالفهر "حجر يدق به الجوز" اوالهراوة "العصا" فيعبر بها وعقبه من بعده.
بيان بعض حكم الإمام علي واقواله
من المصنفات السابقة، لانستغرب جملة من الاقوال التي افادها الإمام علي (عليه السلام) عن المرأة المنحرفة التي تعمل بهواها دونما تقيد بمبدا، كما هو حال كثير من النساء.يقول (عليه السلام):
- وان النساء همهن زينة الحياة الدنيا والفساد فيها "الخطبة رقم ١٥١"
- المرأة شر كلها، وشر ما فيها انه لابد منها "الحكمة رقم ٢٣٨"
- غيرة المرأة كفر، وغيرة الرجل ايمان "الحكمة رقم ١٢٤"
- المرأة عقرب حلوة اللبسة "الحكمة رقم ٦١"
هم المرأة
فاذا تركت المرأة عقلها جانبا، والقت اوامر الشرع وراء ظهرها، لم يعد لها من هم في الحياة غير زينتها وزخارفها، والانسياق وراء شهواتها.
فقال الامام (عليه السلام): 'وان النساء همهن زينة الحياة الدنيا والفساد فيها'.
المرأة الفاسدة شر كلها
وعندها تصبح المرأة شرا كلها، على الرغم من حاجة الرجل والوجود البشري اليها.
فقال (عليه السلام): 'المرأة شر كلها، وشر ما فيها انه لابد منها'.
غيرة المرأة وغيرة الرجل
والمرأة بدافع غيرتها على زوجها قد تنساق وراء عاطفتها، فتتصور ان زوجها يمكن ان يتزوج عليها، فخير سبيل لتتفرد به هو ان تفقره او تمنعه من مغادرة الدار، او تصمه بالريبة في كل نظرة ينظرها، مما يسبب لها فساد حياتها الزوجية ويعود عليها بالضرر والسوء.
ولذلك نهاها الامام (عليه السلام) عن هذه الغيرة المحرمة، واعتبرها كفرا بالنعمة التي انعمها الله عليها، [واذا كانت الغيرة تصل الى حد تنسى معه الله سبحانه بل وتتحدى معها اوامره تعالى ونواهيه بشكل علني وسافر وعن سابق توجه واطلاع، فانها تعني انها في حالة غيرتها وثورتها لاتعترف بسلطان الله سبحانه ولا تخضع لاوامره وزواجره... ولعل هذا اقرب الى ما يرمي اليه الإمام علي (عليه السلام) من كلمته الماثورة: 'غيرة المرأة كفر'.
فقال (عليه السلام): 'غيرة المرأة كفر'. وهذه الغيرة مختلفه جدا عن غيرة الرجل التي تعني الحفاظ على زوجته واهله ضد اي اعتداء خارجي او انتهاك لكرامتهم، فهذا واجب على كل رجل، وهو جزء من الايمان، فقال (عليه السلام): 'وغيرة الرجل ايمان'.
غدر المرأة
وفي الحكمة الرابعة يبين الامام (عليه السلام) جانبا من نفسية المرأة الشريرة، التي دابها ان تغدر بزوجها، في حين تظهر له حسن معاشرتها وتصرفاتها، فهي كالعقرب التي تلدغ الانسان بعد ان تعطيه الثقة والامان، فقال (عليه السلام): 'المرأة عقرب حلوة اللبسة'
ولعل الاقرب الى ما يرمي اليه اميرالمؤمنين (عليه السلام) من كلمته هذه، هو ان المرأة كثيرا ماتؤذي الرجل عن عمد او من غير عمد، ولكنها وبملاحظة وضعها العاطفي والانثوي المثير له تجعل الرجل ليس فقط لايجد الم لسبتها وانما هويلتذ بها ايضا.
خيار خصال النساء
ونتيجة التباين في خصال المرأة وفي وظيفتها عن الرجل، تعتبر بعض الخصال السيئة في الرجل، خصالا جيدة في المرأة.
ويعد الامام (عليه السلام) ثلاثا من هذه الخصال وهي: الزهو والجبن والبخل.
فيقول (عليه السلام): "خيار خصال النساء، شرار خصال الرجال: 'الزهو والجبن والبخل.
فاذا كانت المرأة مزهوة "اي فخورة بنفسها" لم تمكن من نفسها. واذا كانت بخيلة حفظت مالها ومال بعلها. واذا كانت جبانة فرقت "اي فزعت" من كل شى ء يعرض لها" "الحكمة رقم ٢٣٤" .
فالمرأة التي لاتستهين بنفسها يدفعها اعجابها بنفسها الى ان لا تمكن احدا من نفسها، وهي صفة جيدة في المرأة. على عكس المرأة الدنيئة التي تسلم نفسها لكل طالب بلا مقابل.
وبما ان السعي وراء زينة الدنيا يحتاج الى المزيد من المال الذي يرهق كاهل الرجل، كانت المرأة البخيلة افضل من المسرفة، لانها بذلك تحافظ على ما لها ومال زوجها واسرتها.
اما الجبن والخوف عند المرأة فهو من افضل الصفات، لان المرأة التي تدعي الجرأة تضع نفسها في مواضع الخطر دون ان تحترس، وبما انها ضعيفة، فهي بذلك تعرض نفسها للمهالك، ولو كانت تخاف لتجنبت اماكن الخطر، ولحسبت لكل امر الف حساب.
اما الرجل، فمن اسمى خصاله ان يكون متواضعا كريما شجاعا، على ان لا يخرجه ذلك عن حدود الشرع، فينقلب تواضعه الى ذل، وكرمه الى اسراف، وشجاعته الى تهور.
معاملة النساء والحفاظ عليهن
ولم يبخل الامام (عليه السلام) عن اسداء بعض الارشادات الضرورية للرجال، في كيفية معاملة نسائهم والحفاظ عليهن. فالمرأة التي تنساق عادة وراء عاطفتها، يجب ان تكون في ظل رجل يصونها من الشذوذ والانزلاق، ويمحضها النصيحة والرأي الصائب، الذي يجعلها تفوز بسعادة الدنيا والاخرة.
يقول الامام (عليه السلام) في آخر الوصية التي كتبها لابنه الحسن (عليه السلام) عند انصرافه من صفين:
'واياك ومشاورة النساء، فان رأيهن الى افن "اي نقص" وعزمهن الى وهن "اي ضعف". واكفف عليهن من ابصارهن بحجابك اياهن، فان شدة الحجاب ابقى عليهن. وليس خروجهن باشد من ادخالك من لايوثق به عليهن. وان استطعت الا يعرفن غيرك فافعل. ولا تملك المرأة من امرها ما جاوز نفسها، فان المرأة ريحانة وليست بقهرمانة. ولا تعد بكرامتها نفسها، ولا تطمعها في ان تشفع لغيرةا. واياك والتغاير في غير موضع غيرة، فان ذلك يدعوا الصحيحة الى السقم، والبريئة الى الريب' "الخطبة رقم ٢٧٠". ويتضمن هذا النص الامور التالية
مشورة المرأة
ففي البداية يبين الامام (عليه السلام) ان تفكير المرأة مرتبط بعاطفتها ارتباطا وثيقا، ورايها في الاشياء مرتبط باهتماماتها. فلاينبغي للرجل ان يشاور المرأة، فان رايها قد يضعف رايه ويثبط همته. ولا يستشير النساء الا العاجز من الرجال. يقول (عليه السلام): 'واياك ومشاورة النساء فان رايهن الى افن، وعزمهن الى وهن'.
واما اذا كانت المرأة ذات راي قويم وعزم قوي، فلماذا لايشاورها الرجل، ولا يكلفها بجسيم الاعمال والمهمات؟ كما فعل الامام الحسين (عليه السلام) حين كلف اخته مولاتنا زينب العقيلة (عليها السلام) بان تتابع نهضته من بعده، وان تبين للملا اهدافها ومراميها، فقامت بذلك بكل ثبات ورباطة جاش، وحمت ابن اخيها الامام زين العابدين (عليه السلام) وجميع السبايا، فكانت بذلك 'بطلة كربلاء'.
حجب المرأة وعدم الاختلاط
ثم يؤكد الامام (عليه السلام) على امر المشرع بحفظ المرأة، فان عدم اختلاطها بالرجال احفظ لها ولهم. فقال (عليه السلام): 'واكفف عليهن من ابصارهن بحجابك اياهن" اي احجبهن عن الغرباء حتى لاتقع ابصارهن على ما يكون سببا لفسادهن. ثم يقول (عليه السلام): 'فان شدة الحجاب ابقى عليهن' وليس المقصود بالحجاب هنا ما يوضع على الراس والعنق والجيب، وانما المقصود به الاعتزال وعدم الاختلاط. وان كان حجاب الراس هو واجب ايضا بنص القرآن الحكيم.
يقول تعالى عن الحجاب الاول مخاطبا نساء النبي اللواتي هن قدوة المسلمات: 'وقرن في بيوتكن، ولاتبرجن تبرج الجاهلية الاولى، واطعن الله ورسوله' ويقول سبحانه عن حجاب الراس 'يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المومنين يدنين عليهن من جلابيبهن، ذلك ادنى ان يعرفن فلايؤدين" "سورة الاحزاب ٥٩".
ثم يؤكد على لزوم ستر العنق وما يليه من الصدر وهو الجيب فيقول 'وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولايبدين زينتهن الا ما ظهر منها، وليضربن بخمرهن على جيوبهن' "النور- ٣٢"
والمقصود بالزينة الظاهرة ما تظهره المرأة من جسمها حال الصلاة، وهو الوجه الوضوئي واليدين الى الزندين والقدمين الى الكعبين.
[البحث المتقدم فقهي، فيه الكثير من الاخذ والرد بين الفقهاء. وما ذكره المؤلف هنا هو ما راه مناسبا بحسب سياق بحثه هذا].
ثم قال الامام (عليه السلام): 'وليس خروجهن باشد من ادخالك من لايوثق به عليهن' فهو(عليه السلام) يقول: 'ان خروج النساء من البيت اهون من دخول شخص غير موثوق عليهن، لان من تكون هذه صفته يتمكن من الخلوه معهن في البيت بدون رقيب، بينما لا يتمكن من ذلك اذا راهن في الطريق.
ورغم ان المشرع الحكيم سمح للمرأة بالخروج من بيتها في حالات الضرورة والحاجة، فان الامام (عليه السلام) شدد كثيرا على هذه الناحية، لتقديره المفاسد الكبيرة التي تنشا عن اختلاط النساء بالرجال، كما هو في عصرنا لحاضر.
ولذلك قال (عليه السلام): 'وان استطعت الا يعرفن غيرك فافعل'. ورغم ان الخطاب في هذه الوصية هو للامام الحسن (عليه السلام) فهوغير موجه اليه بقدر ما هو موجه لعامة المسلمين، لان عقيلات اهل البيت كن اشد الناس تمسكا وتطبيقا لتعاليم الشريعة.
[لاريب في ان من الخير للمرأة هوان لا ترى الرجل ولا الرجل يراها كما قررته الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام في مقام جوابها لسؤال ابيها الرسول الاكرم "ص" لها عن ذلك... ولكن ذلك ليس هو كل ما ينبغى ان يقال في هذا المجال... والا... فان المقامات والاحوال تختلف... فقد يفرض الواقع الموضوعي على المرأة ان تقف مع الرجل جنبا الى جنب لتسجل موقفا نضاليا ورساليا يدفع اليه التكليف الشرعي وضرورة الحفاظ على حياة الاسلام وعلى حيويته، وعلى حدوده وثغوره... ولاجل ذلك نجد 'فاطمة الزهراء' ومن بعدها ابنتها العقلية 'زينب' وسواهما من عقائل الرسالة يشاركن في تسجيل مواقف رساليه وسياسية علنية وفي ملا من الناس... مع عدم التخلي عن الالتزام بالحجاب وعدم الاخلال به... واذن فان من المناسب الفات نظر القارى ء الى ان الظروف تختلف وتتفاوت وتبعا لها يحصل الاختلاف والتفاوت في الوظيفة الشرعية الالهية التي لا بد من التزام بها وادائها على النحوالافضل والاكمل...]
روى ابن شهر آشوب في المناقب ان النبي "ص" قال لفاطمة (عليه السلام): 'اي شى ء خير للمرأة؟ قالت: ان لا ترى رجلا ولايراها رجل. فضمها اليه وقال: ذرية بعضها من بعض'.
وقد اثر عن زينب العقيلة (عليها السلام) انها كانت لاتعرف من باب دارها غير وجهه الداخلي. وكانت عند ما تضطر الى مغادرة بيتها، تخرج ليلا محجبة ومعها الحسن (عليه السلام) عن يمينها والحسين (عليه السلام) عن شمالها، وابوها اميرالمؤمنين امامها.
وقد كانت مولاتنا سكينة بنت الامام الحسين (عليه السلام) شبيهة بجدتها فاطمة الزهراء (عليها السلام)، فكانت مقطعة الى العبادة ودائمة الا تصال مع الله، لا تغادر بيتها ولا تلتفت عن مسجدها. حتى انه لما خطبها ابن عمها الحسن المثنى بن الامام الحسن (عليه السلام) قال له ابوها الحسين (عليه السلام): 'اعطيك فاطمة بنتي فهي كامي الزهراء في العبادة، اما سكينة فلا تصلح لرجل، لانها غالب عليها الاستغراق مع الله.
ومن غريب الامر، ان يذكر احد المؤرخين وهو الزبير بن بكار في كتابه نسب قريش ان سكينة نفسها كانت تقيم مجالس الانس والشعر والغزل، وان بيتها كان منتدى للرجال والنساء. وفي هذا تزوير متعمد، للحط من قيمة اهل البيت في نظر الناس وتشكيكهم بهم.
والحقيقة ان التي كانت تقوم بهذا الامر هي سكينة بنت خالد بن الزبير، فقد كانت تجالس الشعراء ويتغزلون بها وبجمالها. فرفع ابن بكار هذه الوصمة عن آل الزبير وجعلها في آل البيت (عليهم السلام)، لان الوضع السياسي يناسب ذلك. وقد كشف هذا الافتراء ابوالفرج الاصبهاني في كتابه الاغاني حيث قال: ان التي كانت تجالس الشعراء هي سكينة بنت خالد بن الزبير وليست سكينة بنت الحسين (عليه السلام).
المرأة ريحانة
ثم يؤكد الامام (عليه السلام) ان وظيفة المرأة هي في ممارسة الاعمال المناسبة لها، ومن اجلها انجاب اولادها ورعاية اسرتها، فهي لم تخلق لتحمل المسؤوليات الشائكة والاعمال التي تضر بانوثتها بل خلقت لتظل وردة جميلة وريحانة عطرة.
فقال (عليه السلام): 'ولا تملك المرأة من امرها ماجاوز نفسها، فان المرأة ريحانة وليست بقهرمانة' وفي هذا ارفاق كبير بالمرأة يتناسب مع رقتها وانوثتها ولايزيدها اعباء فوق اعبائها. وقد شرحنا هذا القول سابقا حين تكلمنا عن اهتمام المرأة بالمظهر.
ثم يقول (عليه السلام): 'ولا تعد بكرامتها نفسها، ولا تطمعها في ان تشفع لغيرتها' اي لاتجاوز با كرامها نفسها، فتكرم غيرتها بشفاعتها. وكل ذلك مبني على طبيعة المرأة في الانسياق وراء عاطفتها وتجاوز حدود حقها اذا سلس لها العنان. وان تشفع المرأة للولد بشكل متكرر منساقة وراء عاطفة الامومة يسيء الى تربيته.
يتبع
تعليق