المشاركة الأصلية بواسطة احمد اشكناني
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 31 - ص 119
والمشهور بين الشيعة في الأمصار والأقطار في زماننا هذا هو أنه اليوم التاسع من ربيع الأول ، وهو أحد الأعياد ، ومستندهم في الأصل ما رواه خلف السيد النبيل علي بن طاوس - رحمة الله عليهما - في كتاب زوائد الفوائد ، والشيخ حسن ابن سليمان في كتاب المحتضر ، واللفظ هنا للأخير ، وسيأتي بلفظ السيد قدس سره في كتاب الدعاء . قال الشيخ حسن : نقلته من خط الشيخ الفقيه علي بن مظاهر الواسطي ، بإسناد متصل ، عن محمد بن العلاء الهمداني الواسطي ويحيى بن محمد ( 4 ) بن جريح ( 5 ) البغدادي ، قالا : تنازعنا في ابن ( 6 ) الخطاب فاشتبه علينا أمره ، فقصدنا جميعا أحمد بن إسحاق القمي صاحب أبي الحسن ( 7 ) العسكري عليه السلام بمدينة قم ، وقرعنا الباب ، فخرجت إلينا صبية عراقية من داره ( 8 ) ، فسألناها عنه ، فقالت : هو مشغول بعيده ( 9 ) فإنه يوم عيد . فقلنا : سبحان الله ! الأعياد أعياد ( 10 ) الشيعة أربعة : الأضحى ، والفطر ، ويوم ( 11 ) الغدير ، ويوم ( 12 ) الجمعة ، ‹ صفحة 121 › قالت : فإن أحمد بن إسحاق ( 1 ) يروي عن سيده أبي الحسن علي بن محمد العسكري عليهما السلام أن هذا اليوم هو يوم عيد ، وهو أفضل الأعياد عند أهل البيت عليهم السلام وعند مواليهم . قلنا : فاستأذني لنا بالدخول عليه ، وعرفيه بمكاننا ، فدخلت عليه وأخبرته بمكاننا ، فخرج علينا ( 2 ) وهو متزر بمئزر له محتبي ( 3 ) بكسائه ( 4 ) يمسح وجهه ، فأنكرنا ذلك عليه ، فقال : لا عليكما ، فإني كنت اغتسلت للعيد . قلنا : أو هذا يوم عيد ؟ . قال : نعم ، - وكان يوم التاسع من شهر ربيع الأول - ، قالا جميعا : فأدخلنا داره ( 5 ) وأجلسنا على سرير له ، وقال : إني قصدت مولانا أبا الحسن العسكري عليه السلام مع جماعة إخوتي - كما قصد تماني - بسر من رأى ( 6 ) ، فاستأذنا بالدخول عليه فأذن لنا ، فدخلنا عليه صلوات الله عليه في مثل ( 7 ) هذا اليوم - وهو يوم التاسع من شهر ربيع الأول - وسيدنا عليه السلام قد أوعز إلى كل واحد من خدمه أن يلبس ما يمكنه ( 8 ) من الثياب الجدد ، وكان بين يديه مجمرة ( 9 ) يحرق العود بنفسه ، قلنا : بآبائنا أنت وأمهاتنا يا بن رسول الله ! هل تجدد لأهل البيت في هذا اليوم ( 10 ) فرح ؟ ! . فقال : وأي يوم أعظم حرمة عند أهل البيت من هذا اليوم ؟ ! . ولقد حدثني أبي عليه السلام أن حذيفة بن اليمان ‹ صفحة 122 › دخل في مثل هذا اليوم - وهو ( 1 ) التاسع من شهر ربيع الأول - على جدي رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال حذيفة : رأيت ( 2 ) سيدي أمير المؤمنين مع ولديه الحسن والحسين عليهم السلام يأكلون مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ( 3 ) يتبسم في وجوههم عليهم السلام ويقول لولديه الحسن والحسين عليهما السلام : كلا هنيئا لكما ببركة هذا اليوم ، فإنه اليوم الذي يهلك الله ( 4 ) فيه عدوه وعدو جدكما ، ويستجيب فيه دعاء أمكما . كلا ! فإنه اليوم الذي ( 5 ) يقبل الله فيه أعمال شيعتكما ومحبيكما . كلا ! فإنه اليوم الذي يصدق فيه قول الله : ( فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا ) ( 6 ) . كلا ! فإنه اليوم الذي يتكسر ( 7 ) فيه شوكة مبغض جدكما . كلا ! فإنه يوم ( 8 ) يفقد فيه فرعون أهل بيتي وظالمهم وغاصب حقهم . كلا ! فإنه اليوم ( 9 ) الذي يقدم ( 10 ) الله فيه إلى ما عملوا من عمل فيجعله هباء منثورا . قال حذيفة : فقلت : يا رسول الله ! وفي أمتك وأصحابك من ينتهك ( 11 ) هذه الحرمة ؟ . ‹ صفحة 123 › فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : نعم يا حذيفة ( 1 ) ! جبت من المنافقين يترأس عليهم ويستعمل في أمتي الرياء ، ويدعوهم إلى نفسه ، ويحمل على عاتقه درة الخزي ، ويصد الناس ( 2 ) عن سبيل الله ، ويحرف كتابه ، ويغير سنتي ، ويشتمل على إرث ولدي ، وينصب نفسه علما ، ويتطاول على إمامه من ( 3 ) بعدي ، ويستحل ( 4 ) أموال الله من غير حلها ، وينفقها في غير طاعته ( 5 ) ، ويكذبني ( 6 ) ويكذب أخي ووزيري ، وينحي ابنتي عن حقها ، وتدعو ( 7 ) الله عليه ويستجيب الله ( 8 ) دعاؤها في مثل هذا اليوم . قال حذيفة : قلت ( 9 ) : يا رسول الله ! لم لا تدعو ( 10 ) ربك عليه ليهلكه في حياتك ؟ ! . قال ( 11 ) : يا حذيفة ! لا أحب أن أجترئ على قضاء الله ( 12 ) لما قد سبق في علمه ، لكني سألت الله أن يجعل اليوم الذي يقبضه فيه ( 13 ) فضيلة على سائر الأيام ليكون ذلك سنة يستن بها أحبائي وشيعة أهل بيتي ومحبوهم ، فأوحى إلي جل ذكره ، فقال لي ( 14 ) : يا محمد ! كان في سابق علمي أن تمسك ( 15 ) وأهل بيتك ‹ صفحة 124 › محن الدنيا وبلاؤها ، وظلم المنافقين والغاصبين من عبادي من ( 1 ) نصحتهم وخانوك ، ومحضتهم وغشوك ، وصافيتهم وكاشحوك ( 2 ) ، وأرضيتهم ( 3 ) وكذبوك ، وانتجيتهم ( 4 ) وأسلموك ، فإني بحولي ( 5 ) وقوتي وسلطاني لأفتحن على روح من يغصب بعدك عليا حقه ألف باب من النيران من سفال الفيلوق ، ولأصلينه ( 6 ) وأصحابه قعرا يشرف عليه إبليس فيلعنه ، ولاجعلن ذلك المنافق ( 7 ) عبرة في القيامة لفراعنة الأنبياء وأعداء الدين في المحشر ، ولأحشرنهم وأوليائهم وجميع الظلمة والمنافقين إلى نار جهنم زرقا كالحين أذلة خزايا نادمين ، ولأخلدنهم فيها أبد الابدين ، يا محمد ! لن يوافقك ( 8 ) وصيك في منزلتك إلا بما يمسه من البلوى من فرعونه ( 9 ) وغاصبه الذي يجتري علي ويبدل كلامي ، ويشرك بي ويصد الناس عن سبيلي ، وينصب من ( 10 ) نفسه عجلا لامتك ، ويكفر بي في عرشي ، إني قد أمرت ‹ صفحة 125 › ملائكتي في ( 1 ) سبع سماواتي لشيعتكم ومحبيكم ( 2 ) أن يتعيدوا في هذا ( 3 ) اليوم الذي أقبضه ( 4 ) إلي ، وأمرتهم أن ينصبوا كرسي كرامتي حذاء البيت المعمور ويثنوا علي ويستغفروا لشيعتكم ومحبيكم من ولد آدم ، وأمرت الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق كلهم ثلاثة أيام من ذلك اليوم ولا أكتب ( 5 ) عليهم شيئا من خطاياهم كرامة لك ولو صيك ، يا محمد ! إني قد جعلت ذلك اليوم عيدا لك ولأهل بيتك ولمن تبعهم من المؤمنين و ( 6 ) شيعتهم ، وآليت على نفسي بعزتي وجلالي وعلوي في مكاني لأحبون من تعيد ( 7 ) في ذلك اليوم محتسبا ثواب الخافقين ، ولأشفعنه ( 8 ) في أقربائه وذوي رحمه ، ولأزيدن في ماله ان وسع على نفسه وعياله فيه ، ولا عتقن من النار في كل حول في مثل ذلك اليوم ألفا من مواليكم وشيعتكم ، ولاجعلن سعيهم مشكورا ، وذنبهم مغفورا ، وأعمالهم مقبولة . قال حذيفة : ثم قام رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل إلى ( 9 ) بيت ( 10 ) أم سلمة ( 11 ) ، ورجعت عنه وأنا شاك في أمر الشيخ ( 12 ) ، حتى ترأس بعد وفاة النبي ‹ صفحة 126 › صلى الله عليه وآله وأتيح الشر وعاد ( 1 ) الكفر ، وارتد عن الدين ، وتشمر ( 2 ) للملك ، وحرف القرآن ، وأحرق بيت الوحي ، وأبدع السنن ، وغير الملة ، وبدل السنة ، ورد شهادة أمير المؤمنين عليه السلام ، وكذب فاطمة بنت رسول الله ( ص ) ( 3 ) ، واغتصب فدكا ، وأرضى المجوس واليهود والنصارى ، وأسخن ( 4 ) قرة عين المصطفى ولم يرضها ( 5 ) ، وغير السنن كلها ، ودبر على قتل أمير المؤمنين عليه السلام ، وأظهر الجور ، وحرم ما أحل الله ، وأحل ما حرم الله ، وألقى إلى الناس ان يتخذوا من جلود الإبل دنانير ، ولطم وجه ( 6 ) الزكية ، وصعد منبر رسول الله غصبا وظلما ، وافترى على أمير المؤمنين ( ع ) وعانده وسفه رأيه . قال حذيفة : فاستجاب ( 7 ) الله دعاء مولاتي عليها السلام على ذلك المنافق ، وأجرى قتله على يد قاتله رحمة الله عليه ، فدخلت على ( 8 ) أمير المؤمنين عليه السلام لأهنئه بقتل المنافق ( 9 ) ورجوعه إلى دار الانتقام . قال أمير المؤمنين عليه السلام ( : يا حذيفة ! أتذكر اليوم الذي دخلت فيه على سيدي ( 11 ) رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا وسبطاه نأكل معه ، فدلك على فضل ذلك اليوم الذي دخلت عليه فيه ؟ . قلت : بلى يا أخا رسول الله ( ص ) . ‹ صفحة 127 › قال ( 1 ) : هو والله اليوم الذي أقر الله به عين آل الرسول ، وإني لأعرف لهذا اليوم اثنين وسبعين اسما ، قال حذيفة : قلت : يا أمير المؤمنين ! أحب أن تسمعني أسماء هذا اليوم ، وكان يوم التاسع من شهر ربيع الأول ( 2 ) . فقال أمير المؤمنين عليه السلام : هذا يوم الاستراحة ، ويوم تنفيس الكربة ، ويوم الغدير ( 3 ) الثاني ، ويوم تحطيط ( 4 ) الأوزار ، ويوم الخيرة ( 5 ) ، ويوم رفع القلم ، ويوم الهدو ( 6 ) ، ويوم العافية ، ويوم البركة ، ويوم الثارات ( 7 ) ، ويوم ( 8 ) عيد الله الأكبر ، ويوم يستجاب فيه ( 9 ) الدعاء ، يوم الموقف الأعظم ، ويوم التوافي ، ويوم الشرط ، ويوم نزع السواد ، ويوم ندامة الظالم ، ويوم التصفح ، ويوم فرح الشيعة ، ويوم التوبة ، ويوم الإنابة ، ويوم الزكاة العظمى ، ويوم الفطر الثاني ، ويوم سيل ( 11 ) النغاب ( 12 ) ، ويوم تجرع الريق ( 13 ) ، ويوم الرضا ، ويوم عيد أهل البيت ، ويوم ظفرت به بنو إسرائيل ، ويوم يقبل الله أعمال الشيعة ( 14 ) ، ويوم تقديم الصدقة ، ‹ صفحة 128 › ويوم الزيارة ( 1 ) ، ويوم قتل المنافق ، ويوم الوقت المعلوم ، ويوم سرور أهل البيت ، ويوم الشاهد ويوم ( 2 ) المشهود ، ويوم يعض الظالم على يديه ( 3 ) ، ويوم القهر على العدو ( 4 ) ، ويوم هدم الضلالة ، ويم التنبيه ( 5 ) ، ويوم التصريد ( 6 ) ، ويوم الشهادة ، ويوم التجاوز عن المؤمنين ، ويوم الزهرة ، ويوم العذوبة ، ويوم المستطاب به ، ويوم ذهاب ( 7 ) سلطان المنافق ، ويوم التسديد ، ويوم يستريح فيه المؤمن ( 8 ) ، ويوم المباهلة ، ويوم المفاخرة ، ويوم قبول الأعمال ، ويوم التبجيل ( 9 ) ، ويوم إذاعة السر ( 10 ) ، ويوم نصر المظلوم ، ويوم الزيارة ( 11 ) ، ويوم التودد ، ويوم التحبب ( 12 ) ، ويوم الوصول ، ويوم التزكية ( 13 ) ويوم كشف البرع ، ويوم الزهد في ‹ صفحة 129 › الكبائر ، ويوم التزاور ( 1 ) ، ويوم الموعظة ، ويوم العبادة ، ويوم الاستسلام ( 2 ) . قال حذيفة : فقمت من عنده - يعني أمير المؤمنين عليه السلام - وقلت في نفسي : لو لم أدرك من أفعال الخير وما أرجوا ( 3 ) به الثواب إلا فضل هذا اليوم لكان مناي . قال محمد بن العلاة الهمداني ، ويحيى بن محمد ( 4 ) بن جريح : فقام كل واحد منا وقبل رأس أحمد بن إسحاق بن سيعد القمي ، وقلنا ( 5 ) : الحمد لله الذي قيضك لنا حتى شرفتنا بفضل هذا اليوم ، و ( 6 ) رجعنا عنه ، وتعيدنا في ذلك اليوم ( 7 ) . قال السيد ( 8 ) : نقلته من خط محمد بن علي بن محمد بن طي رحمه الله ، ووجدنا فيما تصفحنا من الكتب عدة روايات موافقة لها فاعتمدنا عليها ، فينبغي تعظيم هذا اليوم المشار إليه وإظهار السرور فيه
والمشهور بين الشيعة في الأمصار والأقطار في زماننا هذا هو أنه اليوم التاسع من ربيع الأول ، وهو أحد الأعياد ، ومستندهم في الأصل ما رواه خلف السيد النبيل علي بن طاوس - رحمة الله عليهما - في كتاب زوائد الفوائد ، والشيخ حسن ابن سليمان في كتاب المحتضر ، واللفظ هنا للأخير ، وسيأتي بلفظ السيد قدس سره في كتاب الدعاء . قال الشيخ حسن : نقلته من خط الشيخ الفقيه علي بن مظاهر الواسطي ، بإسناد متصل ، عن محمد بن العلاء الهمداني الواسطي ويحيى بن محمد ( 4 ) بن جريح ( 5 ) البغدادي ، قالا : تنازعنا في ابن ( 6 ) الخطاب فاشتبه علينا أمره ، فقصدنا جميعا أحمد بن إسحاق القمي صاحب أبي الحسن ( 7 ) العسكري عليه السلام بمدينة قم ، وقرعنا الباب ، فخرجت إلينا صبية عراقية من داره ( 8 ) ، فسألناها عنه ، فقالت : هو مشغول بعيده ( 9 ) فإنه يوم عيد . فقلنا : سبحان الله ! الأعياد أعياد ( 10 ) الشيعة أربعة : الأضحى ، والفطر ، ويوم ( 11 ) الغدير ، ويوم ( 12 ) الجمعة ، ‹ صفحة 121 › قالت : فإن أحمد بن إسحاق ( 1 ) يروي عن سيده أبي الحسن علي بن محمد العسكري عليهما السلام أن هذا اليوم هو يوم عيد ، وهو أفضل الأعياد عند أهل البيت عليهم السلام وعند مواليهم . قلنا : فاستأذني لنا بالدخول عليه ، وعرفيه بمكاننا ، فدخلت عليه وأخبرته بمكاننا ، فخرج علينا ( 2 ) وهو متزر بمئزر له محتبي ( 3 ) بكسائه ( 4 ) يمسح وجهه ، فأنكرنا ذلك عليه ، فقال : لا عليكما ، فإني كنت اغتسلت للعيد . قلنا : أو هذا يوم عيد ؟ . قال : نعم ، - وكان يوم التاسع من شهر ربيع الأول - ، قالا جميعا : فأدخلنا داره ( 5 ) وأجلسنا على سرير له ، وقال : إني قصدت مولانا أبا الحسن العسكري عليه السلام مع جماعة إخوتي - كما قصد تماني - بسر من رأى ( 6 ) ، فاستأذنا بالدخول عليه فأذن لنا ، فدخلنا عليه صلوات الله عليه في مثل ( 7 ) هذا اليوم - وهو يوم التاسع من شهر ربيع الأول - وسيدنا عليه السلام قد أوعز إلى كل واحد من خدمه أن يلبس ما يمكنه ( 8 ) من الثياب الجدد ، وكان بين يديه مجمرة ( 9 ) يحرق العود بنفسه ، قلنا : بآبائنا أنت وأمهاتنا يا بن رسول الله ! هل تجدد لأهل البيت في هذا اليوم ( 10 ) فرح ؟ ! . فقال : وأي يوم أعظم حرمة عند أهل البيت من هذا اليوم ؟ ! . ولقد حدثني أبي عليه السلام أن حذيفة بن اليمان ‹ صفحة 122 › دخل في مثل هذا اليوم - وهو ( 1 ) التاسع من شهر ربيع الأول - على جدي رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال حذيفة : رأيت ( 2 ) سيدي أمير المؤمنين مع ولديه الحسن والحسين عليهم السلام يأكلون مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ( 3 ) يتبسم في وجوههم عليهم السلام ويقول لولديه الحسن والحسين عليهما السلام : كلا هنيئا لكما ببركة هذا اليوم ، فإنه اليوم الذي يهلك الله ( 4 ) فيه عدوه وعدو جدكما ، ويستجيب فيه دعاء أمكما . كلا ! فإنه اليوم الذي ( 5 ) يقبل الله فيه أعمال شيعتكما ومحبيكما . كلا ! فإنه اليوم الذي يصدق فيه قول الله : ( فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا ) ( 6 ) . كلا ! فإنه اليوم الذي يتكسر ( 7 ) فيه شوكة مبغض جدكما . كلا ! فإنه يوم ( 8 ) يفقد فيه فرعون أهل بيتي وظالمهم وغاصب حقهم . كلا ! فإنه اليوم ( 9 ) الذي يقدم ( 10 ) الله فيه إلى ما عملوا من عمل فيجعله هباء منثورا . قال حذيفة : فقلت : يا رسول الله ! وفي أمتك وأصحابك من ينتهك ( 11 ) هذه الحرمة ؟ . ‹ صفحة 123 › فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : نعم يا حذيفة ( 1 ) ! جبت من المنافقين يترأس عليهم ويستعمل في أمتي الرياء ، ويدعوهم إلى نفسه ، ويحمل على عاتقه درة الخزي ، ويصد الناس ( 2 ) عن سبيل الله ، ويحرف كتابه ، ويغير سنتي ، ويشتمل على إرث ولدي ، وينصب نفسه علما ، ويتطاول على إمامه من ( 3 ) بعدي ، ويستحل ( 4 ) أموال الله من غير حلها ، وينفقها في غير طاعته ( 5 ) ، ويكذبني ( 6 ) ويكذب أخي ووزيري ، وينحي ابنتي عن حقها ، وتدعو ( 7 ) الله عليه ويستجيب الله ( 8 ) دعاؤها في مثل هذا اليوم . قال حذيفة : قلت ( 9 ) : يا رسول الله ! لم لا تدعو ( 10 ) ربك عليه ليهلكه في حياتك ؟ ! . قال ( 11 ) : يا حذيفة ! لا أحب أن أجترئ على قضاء الله ( 12 ) لما قد سبق في علمه ، لكني سألت الله أن يجعل اليوم الذي يقبضه فيه ( 13 ) فضيلة على سائر الأيام ليكون ذلك سنة يستن بها أحبائي وشيعة أهل بيتي ومحبوهم ، فأوحى إلي جل ذكره ، فقال لي ( 14 ) : يا محمد ! كان في سابق علمي أن تمسك ( 15 ) وأهل بيتك ‹ صفحة 124 › محن الدنيا وبلاؤها ، وظلم المنافقين والغاصبين من عبادي من ( 1 ) نصحتهم وخانوك ، ومحضتهم وغشوك ، وصافيتهم وكاشحوك ( 2 ) ، وأرضيتهم ( 3 ) وكذبوك ، وانتجيتهم ( 4 ) وأسلموك ، فإني بحولي ( 5 ) وقوتي وسلطاني لأفتحن على روح من يغصب بعدك عليا حقه ألف باب من النيران من سفال الفيلوق ، ولأصلينه ( 6 ) وأصحابه قعرا يشرف عليه إبليس فيلعنه ، ولاجعلن ذلك المنافق ( 7 ) عبرة في القيامة لفراعنة الأنبياء وأعداء الدين في المحشر ، ولأحشرنهم وأوليائهم وجميع الظلمة والمنافقين إلى نار جهنم زرقا كالحين أذلة خزايا نادمين ، ولأخلدنهم فيها أبد الابدين ، يا محمد ! لن يوافقك ( 8 ) وصيك في منزلتك إلا بما يمسه من البلوى من فرعونه ( 9 ) وغاصبه الذي يجتري علي ويبدل كلامي ، ويشرك بي ويصد الناس عن سبيلي ، وينصب من ( 10 ) نفسه عجلا لامتك ، ويكفر بي في عرشي ، إني قد أمرت ‹ صفحة 125 › ملائكتي في ( 1 ) سبع سماواتي لشيعتكم ومحبيكم ( 2 ) أن يتعيدوا في هذا ( 3 ) اليوم الذي أقبضه ( 4 ) إلي ، وأمرتهم أن ينصبوا كرسي كرامتي حذاء البيت المعمور ويثنوا علي ويستغفروا لشيعتكم ومحبيكم من ولد آدم ، وأمرت الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق كلهم ثلاثة أيام من ذلك اليوم ولا أكتب ( 5 ) عليهم شيئا من خطاياهم كرامة لك ولو صيك ، يا محمد ! إني قد جعلت ذلك اليوم عيدا لك ولأهل بيتك ولمن تبعهم من المؤمنين و ( 6 ) شيعتهم ، وآليت على نفسي بعزتي وجلالي وعلوي في مكاني لأحبون من تعيد ( 7 ) في ذلك اليوم محتسبا ثواب الخافقين ، ولأشفعنه ( 8 ) في أقربائه وذوي رحمه ، ولأزيدن في ماله ان وسع على نفسه وعياله فيه ، ولا عتقن من النار في كل حول في مثل ذلك اليوم ألفا من مواليكم وشيعتكم ، ولاجعلن سعيهم مشكورا ، وذنبهم مغفورا ، وأعمالهم مقبولة . قال حذيفة : ثم قام رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل إلى ( 9 ) بيت ( 10 ) أم سلمة ( 11 ) ، ورجعت عنه وأنا شاك في أمر الشيخ ( 12 ) ، حتى ترأس بعد وفاة النبي ‹ صفحة 126 › صلى الله عليه وآله وأتيح الشر وعاد ( 1 ) الكفر ، وارتد عن الدين ، وتشمر ( 2 ) للملك ، وحرف القرآن ، وأحرق بيت الوحي ، وأبدع السنن ، وغير الملة ، وبدل السنة ، ورد شهادة أمير المؤمنين عليه السلام ، وكذب فاطمة بنت رسول الله ( ص ) ( 3 ) ، واغتصب فدكا ، وأرضى المجوس واليهود والنصارى ، وأسخن ( 4 ) قرة عين المصطفى ولم يرضها ( 5 ) ، وغير السنن كلها ، ودبر على قتل أمير المؤمنين عليه السلام ، وأظهر الجور ، وحرم ما أحل الله ، وأحل ما حرم الله ، وألقى إلى الناس ان يتخذوا من جلود الإبل دنانير ، ولطم وجه ( 6 ) الزكية ، وصعد منبر رسول الله غصبا وظلما ، وافترى على أمير المؤمنين ( ع ) وعانده وسفه رأيه . قال حذيفة : فاستجاب ( 7 ) الله دعاء مولاتي عليها السلام على ذلك المنافق ، وأجرى قتله على يد قاتله رحمة الله عليه ، فدخلت على ( 8 ) أمير المؤمنين عليه السلام لأهنئه بقتل المنافق ( 9 ) ورجوعه إلى دار الانتقام . قال أمير المؤمنين عليه السلام ( : يا حذيفة ! أتذكر اليوم الذي دخلت فيه على سيدي ( 11 ) رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا وسبطاه نأكل معه ، فدلك على فضل ذلك اليوم الذي دخلت عليه فيه ؟ . قلت : بلى يا أخا رسول الله ( ص ) . ‹ صفحة 127 › قال ( 1 ) : هو والله اليوم الذي أقر الله به عين آل الرسول ، وإني لأعرف لهذا اليوم اثنين وسبعين اسما ، قال حذيفة : قلت : يا أمير المؤمنين ! أحب أن تسمعني أسماء هذا اليوم ، وكان يوم التاسع من شهر ربيع الأول ( 2 ) . فقال أمير المؤمنين عليه السلام : هذا يوم الاستراحة ، ويوم تنفيس الكربة ، ويوم الغدير ( 3 ) الثاني ، ويوم تحطيط ( 4 ) الأوزار ، ويوم الخيرة ( 5 ) ، ويوم رفع القلم ، ويوم الهدو ( 6 ) ، ويوم العافية ، ويوم البركة ، ويوم الثارات ( 7 ) ، ويوم ( 8 ) عيد الله الأكبر ، ويوم يستجاب فيه ( 9 ) الدعاء ، يوم الموقف الأعظم ، ويوم التوافي ، ويوم الشرط ، ويوم نزع السواد ، ويوم ندامة الظالم ، ويوم التصفح ، ويوم فرح الشيعة ، ويوم التوبة ، ويوم الإنابة ، ويوم الزكاة العظمى ، ويوم الفطر الثاني ، ويوم سيل ( 11 ) النغاب ( 12 ) ، ويوم تجرع الريق ( 13 ) ، ويوم الرضا ، ويوم عيد أهل البيت ، ويوم ظفرت به بنو إسرائيل ، ويوم يقبل الله أعمال الشيعة ( 14 ) ، ويوم تقديم الصدقة ، ‹ صفحة 128 › ويوم الزيارة ( 1 ) ، ويوم قتل المنافق ، ويوم الوقت المعلوم ، ويوم سرور أهل البيت ، ويوم الشاهد ويوم ( 2 ) المشهود ، ويوم يعض الظالم على يديه ( 3 ) ، ويوم القهر على العدو ( 4 ) ، ويوم هدم الضلالة ، ويم التنبيه ( 5 ) ، ويوم التصريد ( 6 ) ، ويوم الشهادة ، ويوم التجاوز عن المؤمنين ، ويوم الزهرة ، ويوم العذوبة ، ويوم المستطاب به ، ويوم ذهاب ( 7 ) سلطان المنافق ، ويوم التسديد ، ويوم يستريح فيه المؤمن ( 8 ) ، ويوم المباهلة ، ويوم المفاخرة ، ويوم قبول الأعمال ، ويوم التبجيل ( 9 ) ، ويوم إذاعة السر ( 10 ) ، ويوم نصر المظلوم ، ويوم الزيارة ( 11 ) ، ويوم التودد ، ويوم التحبب ( 12 ) ، ويوم الوصول ، ويوم التزكية ( 13 ) ويوم كشف البرع ، ويوم الزهد في ‹ صفحة 129 › الكبائر ، ويوم التزاور ( 1 ) ، ويوم الموعظة ، ويوم العبادة ، ويوم الاستسلام ( 2 ) . قال حذيفة : فقمت من عنده - يعني أمير المؤمنين عليه السلام - وقلت في نفسي : لو لم أدرك من أفعال الخير وما أرجوا ( 3 ) به الثواب إلا فضل هذا اليوم لكان مناي . قال محمد بن العلاة الهمداني ، ويحيى بن محمد ( 4 ) بن جريح : فقام كل واحد منا وقبل رأس أحمد بن إسحاق بن سيعد القمي ، وقلنا ( 5 ) : الحمد لله الذي قيضك لنا حتى شرفتنا بفضل هذا اليوم ، و ( 6 ) رجعنا عنه ، وتعيدنا في ذلك اليوم ( 7 ) . قال السيد ( 8 ) : نقلته من خط محمد بن علي بن محمد بن طي رحمه الله ، ووجدنا فيما تصفحنا من الكتب عدة روايات موافقة لها فاعتمدنا عليها ، فينبغي تعظيم هذا اليوم المشار إليه وإظهار السرور فيه
تعليق