إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الأمــة.. بين صرخة نصر الله من لبنان وهبة رجال الله في اليمن

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأمــة.. بين صرخة نصر الله من لبنان وهبة رجال الله في اليمن

    الأمــة.. بين صرخة نصر الله من لبنان وهبة رجال الله في اليمن



    أحمد الشرقاوي
    خاص: بانوراما الشرق الأوسط


    الصرخة التي أطلقها سماحة السيد اليوم بشأن اليمن، وإن كانت تعبر عن موقف حزب الله من العدوان على شعب عربي أصيل و مجاهد، يتعرض لعدوان همجي فاق التصور، وكاد أن يتفوق على عدوان “إسرائيل” ضد لبنان وغزة.. لم تأتي لتسجيل موقف للتاريخ أو الجغرافيا كما أكد سماحته، بل موقف لله يسأل عنه يوم القيامة كل عربي ومسلم يرى هذا الظلم والوحشية والإجرام، من بلد يدعي حرصه على العروبة ودفاعه عن الإسلام، ولا يستنكره بلسانه أو قلبه، ولا نقول بيده، لأن لليمن رب يحميه ورجال يفتدوه بدمائهم الطاهرة وأرواحهم الزكية..

    صحيح أن خطاب سماحة السيد كان ناريا، لكنه لم يبلغ درجة اللظى الذي يحرق جحيمه اليمنيين الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء من غير ذنب اقترفوه سوى رغبة آل سعود من حقدهم في إذلال اليمنيين ليشعروا هم بعزهم، ويحرموا اليمنيين الشرفاء من حريتهم واستقلالهم وسيادتهم..

    كما وأن سماحته بعث بمجموعة رسائل للأمة العربية والإسلامية وشرفاء العالم ليرفعوا الصوت مزلزلا في وجه آل سعود ويقولون لهم بشجاعة: كفــى.. لقد وصل السيل الزبى، ولم يعد العالم بقادر على تحمل جرائم آل سعود في المنطقة والعالم بسبب الإرهاب الذي فرخوه والفكر التكفيري الذي يغذيه ومال الزيت الذي يدعمه.

    قد لا نبالغ إذا قلنا أن “السعودية” هي أخطر على العرب والمسلمين من “إسرائيل”، بالنظر لتاريخ تحالفها الأسود مع أمريكا والصهيونية العالمية منذ 70 سنة خلت، ولعل أبرز ما يحفل به هذا التاريخ الموبوء بالخيانة والغدر والخسة والنذالة من جرائم كبرى، ما أشار إليه سماحته من قرار العاهل السعودي المؤسس ‘عبد العزيز’ بهدم قبر الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة المنورة بدعوى القضاء على كل مظاهر الشرك، بعد أن دمر كل التراث الديني والحضاري للعرب والمسلمين في مكة والمدينة، ولم يترك آل سعود بعده من آثار لأمة محمد غير بيت السيدة خديجة رضي الله عنها الذي كان يسكنه النبي، فحولوه زمن الملك عبد الله إلى مرحاض عمومي يتبول فيه الناس.

    أما الجريمة الثانية التي كشفتها وثائق التاريخ بعد أن رفعت عنها السلطات البريطانية السرية، فهي تلك الوثيقة الخطية الموقعة من قبل العاهل السعودي، والتي يهدي بموجبها فلسطين التي لا يملكها لليهود “المساكين” الذين لا يستحقونها، ليقيموا عليها دولتهم الموعودة.. ومنذ أن زرع هذا الكيان السرطاني الخبيث في جسد الأمة، لم يعد العرب يفكرون كعرب، ولم يعد المسلمون يتصرفون كمؤمنين برب واحد ورسول واحد وكتاب واحد وقبلة واحدة.. وتم إحياء فكرة الأقليات القومية وثقافة الطوائف والمذاهب والملل والنحل الدينية، فحلت الفرقة بين العرب، والخلاف بين المسلمين، ما أتاح المجال لإشعال الفتن والحروب بمبررات سياسية حلت محل القيم والأخلاق..

    أما الجريمة الرابعة التي دقت أول مسمار في نعش العرب، فهي حين أعلن آل سعود وبتحريض من أمريكا الحرب على العروبة ورمزها القائد جمال عبد الناصر، لأن العروبة في ذلك الزمن كانت تقوم على فكرة الوحدة في إطار تعدد الأقليات، وخصوصا المكون المسيحي الذي يعتبر ملح القومية العربية، وها نحن نرى اليوم آخر قلاع العروبة تتساقط كقصور من رمال في سورية والعراق واليمن، ومصر مرشحة للتفجير أيضا بين مسلمين وأقباط..

    أما الجريمة الخامسة، ولعلها الأخطر والأفظع، فتتعلق بالحرب التي أعلنها آل سعود على الإسلام والمسلمين، وتعهد العاهل السعودي فيصل بن عبد العزيز في وثيقة رسمية نشرت على النت قبل فترة ضمن الوثائق البريطانية المفرج عنها، بأن يعمل على تدمير الإسلام من قواعده، تنفيذا لمخطط بريطاني قديم، وضعت على أساسه المبادئ الفكرية لمدرسة محمد بن عبد الوهاب التكفيرية.. وكانت هذه هي بوابة الجحيم التي فتحت لتحرق كل مكونات الأمة دفاعا عن يهودية “إسرائيل”، وأصبحنا نرى حروبا تحت عناوين مبتدعة من قبيل الضد النوعي أو “إسلام ضد الإسلام، كي لا تقوم للأمة قائمة.

    ناهيك عن أن السعودية، ووفق معلومات مؤكدة، هي من مولت من موارد الأمة، كل حروب أمريكا في العالم، سواء ضد إيران والتي كلفتها 200 مليار دولار وفق ما كشف عنه سماحة السيد، أو حرب بوش ضد أفغانستان والعراق حتى لا تتهم السعودية بالوقوف وراء أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001، بالإضافة لحروب أمريكا وعمليات مخابراتها الانقلابية ضد حركات التحرر في أمريكا اللاتينية، وما كشف عن تمويلها لحرب “إسرائيل” ضد حزب الله سنة 2006 وحروب الكيان الصهيوني ضد المقاومة الفلسطينية في غزة، وتمويلها لحرب الناتو في ليبيا لتصفية الحساب مع القذافي، وما هو معروف للجميع حول تمويلها للتنظيمات الإرهابية لتدمير سورية وتخريب العراق وضرب البيئة الحاضنة لحزب الله في لبنان، ولا ننسى الجزائر في العشرية السوداء، والصومال ونيجريا وكينيا وغيرها وغيرها وغيرها بما في ذلك روسيا والصين، وصولا إلى العدوان على اليمن اليوم..

    لكن ما حصل بالنسبة لمنطقتنا العربية في العشرية الأخيرة، هو أنه بفشل “إسرائيل” في عدوانها على حزب الله سنة 2006 وتلقيها هزيمة مذلة، وخروج أمريكا من العراق تجر أذيال الخيبة والفشل بفضل ضربات المقاومة سنة 2011، غيرت أمريكا من إستراتيجيتها للشرق الأوسط باعتماد خيار يناسب خيار إيران المتعدد الأذرع، بعد أن أدركت أن المواجهة العسكرية المباشرة مع طهران ستحرق منطقة الشرق الأوسط برمتها..

    وبالتالي، كان على أوباما وفريقه الأمني ودبابات الفكر الإستراتيجي في الولايات المتحدة، أن يفكروا في مقاربة جديدة ناجعة يكون بمقدورها القضاء على أذرع إيران في المنطقة لاحتوائها وعزلها ومن ثم القضاء على النظام فيها لما تمثله إديولوجية الثورة من خطر جسيم على نفوذها وأمن “إسرائيل” معا..

    وكانت الفكرة الأساس تقول، أنه لا يمكن مواجهة حركات مقاومة تقوم على عقيدة جهادية راسخة وتقاتل بأسلوب حرب العصابات بجيوش نظامية كلاسيكية، وبالتالي، وجدت الحل في خلق تنظيمات بعقيدة “مماثلة” وأسلوب أكثر وحشية، لكنها تمثل الضد النوعي من حيث الخلاف العقائدي مع محور إيران الشيعي..

    ولم يجد أوباما من حل لهذه المعضلة غير الحركات “الجهادية” التكفيرية، استنادا لتجربة أفغانستان التي أدت لانهيار الاتحاد السوفييتي السابق، فتقرر تحويل “إسرائيل” إلى لاعب محلي في محيط جغرافية فلسطين بين غزة والضفة مع مساهمة لوجستية واستخباراتية في الظل، لتدخل “السعودية” واجهة الصراع بالوكالة في المنطقة، وفق قواعد اللعبة الأمريكية الجديدة، على أن يتم التركيز على تفكيك سورية، الحلقة الذهبية التي في حال سقطت ينهار محور المقاومة بالكامل، فتنجح الخطة..

    ونذكر جميعا أن الرئيس أوباما كان قد أعلن خلال الحملة على سورية، أن هدف إستراتيجيته الجديدة في الشرق الأوسط هو “عدم السماح لإيران بتفريخ حركات المقاومة في المنطقة”، والتي تعتبرها إدارته تنظيمات إرهابية لأنها تهدد أمن واستقرار “إسرائيل”، كما وأعلن مسؤولون كبار أن الهدف من وراء خلق “داعش” هو القضاء على حزب الله في النهاية.

    مياه كثيرة جرت في المنطقة خلال السنوات الأربع الماضية، وفشلت إستراتيجية أوباما في سورية وفي العراق.. ولم يبقى لواشنطن من حل عقلاني سوى التفاوض مع إيران على حماية مصالحها من بوابة النووي، وهو الأمر الذي عارضته “إسرائيل” و”السعودية” بشدة بلغت حد الهستيريا، واعتقدت “السعودية” أن بمقدورها أن تنجح فيما فشلت فيه واشنطن بفضل المال الحرام واستئجار الجيوش والمرتزقة..

    وكان اليمن في صلب الإستراتيجية الأمريكية بسبب ثورة شعبه التي مثلت مرحلة فارقة في تاريخ هذا البلد الذي كان طوال 50 سنة خاضعا للسيطرة السعودية، خصوصا بعد أن استشعرت واشنطن خطر دخول إيران على خط مناصرة الثورة، وخشيتها من أن يسقط باب المندب بيد طهران، لما يمثله ذلك من خطر مستقبلي محتمل على “إسرائيل” و”السعودية”، بل وعلى أمريكا نفسها..

    لكن إدارة أوباما كانت قد حسمت خيارها، وغيرت رؤيتها للصراع في المنطقة مستفيدة في ذلك من دروس التاريخ، وقررت التفاوض مع إيران بدل المواجهة التي لا طائل منها، خصوصا بعد أن أدركت أن مواجهة الشعوب مغامرة خاسرة، وأن لا خيار لها في اليمن إلا “القاعدة” و”الإخوان”، أو أنصار الله الذين نجحوا في الإمساك بمفاصل الدولة وكسبوا تعاطف غالبية الشعب مع رؤيتهم ليمن حر مستقل بدولة مدنية ديمقراطية لا تقصي أحدا..

    لكن الرياض كانت لها قراءة مغايرة تقول، إن اليمن الفقير لا يمكن أن يصمد ضد عدوان خارجي وحرب أهلية تشارك فيها من أسمته ب”المقاومة” والمشكلة من “القاعدة” و”الإخوان” ودعاة الانفصال في الجنوب، للقضاء على حركة أنصار الله والجيش اليمني الموالي لها في نفس الوقت، وأن إقامة تحالف عربي وإسلامي “سنـي” كبير يضم مصر والأردن وباكستان من شأنه أن يضمن لها الانتصار السريع والحاسم في اليمن، وهي التجربة التي يمكن تطبيقها في سورية أيضا بمشاركة تركيا على الأرض، وبعد ذلك يصبح حزب الله لقمة سائغة القضم سهلة الهضم..

    لكن الفرق بين الرؤية القائمة على الوهم وتلك المؤسسة على حسابات عقلانية صحيحة ودقيقة هو الذي أوقع السعودية في الفخ، وأمريكا ليست بالغباء الذي يجعلها تتورط في حرب تعرف سلفا أنها خاسرة، وكانت إدارة أوباما تملك معلومات دقيقة عن اليمن، لكنها لم تفصح عنها للرياض، بل مثل إلحاح آل سعود على خوض المغامرة في اليمن فرصة للرئيس أوباما ليثبت للرأي العام الأمريكي ومعارضيه في الملف النووي أن خياره بالتفاوض مع طهران هو الخيار العقلاني الأفضل..

    وهنا المفارقة، لأن دخول السعودية بشكل مباشر في الحرب على اليمن، اعتبر انعطافة تاريخية كبيرة وخطيرة، أجمع الخبراء والمحللون على أنها ستكون بداية النهاية لنظام آل سعود..

    ظنت السعودية من غبائها، أن هجوما مباغتا على اليمن وفرض حصار جوي وبحري على الشعب اليمني بهدف تجويعه وتركيعه وفي نفس الوقت منع إيران من تزويد أنصار الله بالسلاح يعتبر، باعتقادها ووفق حساباتها الوهمية، عاملا حاسما لكسب الحرب بسرعة، خصوصا مع اعتماد أسلوب “إسرائيل” في القصف الجوي للتأثير على معنويات الشعب اليمني وخلق شرخ بينه وبين أنصار الله، ما سيعجل باستسلامهم وعودة اليمن الشقي المتمرد إلى بيت الطاعة السعودي..

    غير أن إعلان سماحة السيد في إطلالته من على القناة الإخبارية السورية، أن هزيمة السعودية في اليمن هو من أوضح الواضحات، وأن العدوان على هذا الشعب الفقير ستكون له تداعيات على المنطقة برمتها وهو باب فرج لمشاكلها، فهم منه أن ما ينتظر السعودية من مفاجئات يفوق التصور..

    ثم جاء إعلان الإمام الخامنئي ليقول من بين السطور، أن السعودية سيمرغ أنفها في التراب، فقطع الشك باليقين، حيث فهم منه أن نهاية آل سعود باتت قريبة بسبب مغامرتها الجنونية التي ستؤدي حتما إلى انتحارها في اليمن..

    إلى هنا كان الجميع يحاول معرفة ما الذي بحوزة أنصار الله من إمكانات ومقدرات تمكنهم من حسم المعركة لصالحهم، خصوصا في ظل الحصار القائم، وكان الحديث يدور حول 80 مليون قطعة سلاح بيد الشعب اليمني، وبضعة صواريخ سكود قديمة بحاجة لترميم، وأن إرادة الشعب وجغرافية البلاد الوعرة هي من قد تساعد الشعب على الصمود، من منطلق أن الجيش السعودي وحلفائه إذا لم ينتصروا على أنصار الله فهم مهزومون..

    فجأة، أعلن الرجل الثاني في الحرس الثوري الإيراني العميد ‘حسين سلامي’ في لقاء خاص مع قناة الميادين الخميس، أن أنصار الله يملكون قوة صاروخية هائلة قادرة على تدمير مواقع إستراتيجية حساسة داخل السعودية، وأنهم قادرين على اجتياح مدن السعودية كلها بسرعة فائقة بما يملكون من معدات ثقيلة وقوة مدرعة ومدفعية وأسلحة نوعية وهيكلية منظمة ووحدات خاصة مدربة.. وهو ما يوحي بأننا أمام تنظيم جديد على شاكلة حزب الله سيظهر للعالم مفاجآته حين تدق ساعة الصفر..

    وقال العميد ‘سلامي’ أيضا، أن الجيش السعودي وحلفائه غير قادرين على خوض حرب برية في اليمن لأنها ستتحول إلى مقبرة للغزاة، خصوصا وأن الشعب اليمني كله مسلح والجغرافية تحارب إلى جانب الشعب اليمني، وأن الحرب لن تنتهي بسرعة لأن من يتحكم في مآلاتها ليس من أعلنها، وأن ساعة الصفر منوطة بتطورات الميدان، وأن إيران لن تسمح بتفتيش سفنها في البحر الأحمر ومن يقوم بذلك سيتلقى ردا قاسيا..

    وهذا يعني، أنه في الوقت الذي كانت السعودية منهمكة في تدمير سورية وتخريب العراق، كانت إيران، وخلال السنوات الأربع الماضية، تسلح أنصار الله بما يكفي لخوض حرب ضارية قد تستمر لعشر سنوات قادمة من دون حاجة لإمدادات تعوض نقص المخزون، وكانت أمريكا ترصد حركة نقل السلاح إلى اليمن، لكنها لم تحذر السعودية مما ينتظرها من كوارث، لسبب بسيط، وهو أن إيران كانت تقوم بذلك لمواجهة النفوذ الأمريكي، فأراد أوباما أن يتخلص من هذا المقلب بتوريط السعودية فيه، ما يسمح له بتنفيذ مشروع التقسيم، من مدخل الانعكاسات الكارثية للحرب اليمنية على الداخل السعودي..

    كما وأن العدوان السعودي الذي فشل في تحقيق الأهداف الرئيسة والتفصيلية التي أعلنها في بداية الحملة وفق ما أوضح سماحة السيد في صرخته اليوم، تبين أنه يدار مباشرة من قبل غرف عمليات في السعودية وقطر والبحرية، وأن الأهداف التي تقصفها الطائرات السعودية يتم تحديدها من قبل الطاقم الأمريكي، وبالتالي، تعمل أمريكا على تسويد وجه آل سعود الوحشي في العالم من خلال المجازر والإبادة الجماعية والتي ترتكبها، وتدمير البنى التحتية لبلد فقير إلا من كرامته.. وهذا سيكون له ما بعده، وستدفع السعودية وحدها ثمنه.

    كما وأن هناك معطى هام أشار إليه خبراء إيرانيون، وهو أن تزويد الطائرات السعودية بالوقود في الجو من قبل الطائرات الأمريكية معناه، أن سلاح الجو الذي تمتلكه السعودية غير قادر على تجاوز حدود أراضيها، خوفا من ان يقوم أحد الطيارين السعوديين بعملية انتحارية ضد إسرائيل، وبالتالي، ما قيمة سلاح كهذا في مواجهة إيران مثلا؟.. ولا نتحدث عن مدايات الصواريخ وقوتها التدميرية أيضا.

    السعودية، وبسبب رفض البرلمان الباكستاني التورط في المستنقع اليمني، وانقلاب تركيا على الوعود التي قدمها أردوغان للعاهل سلمان، وتردد مصر بسبب التحذير الروسي، ولعب الإمارات وقطر من وراء ظهر الرياض في اليمن، ورغبتهم في التخلص من الهيمنة السعودية على الخليج، جعل آل سعود يرتبكون، ويحاولون البحث عن حل سياسي يحفظ لهم ماء الوجه ويحافظ على نفوذهم في اليمن من دون التورط عميقا في الحرب، ما يعني أنهم يرغبون في تحقيق بالسياسة ما فشلوا فيه بالحرب، وهو ما يرفضه اليمنيون بشكل قاطع..

    لكن.. وبغض النظر عن القرار الأممي الأخير الذي لا يعني شيئا على الأرض، والموقف الروسي الذكي الذي باع السعودية عدم معارضته لمشروعها المعدل شريطة أن تنهي حرب أسعار النفط المعلنة عليها وعلى إيران، وهو ما نجحت موسكو في الحصول عليه من دون أن تقدم للرياض شيئا يذكر، لأن القرار لا يشرعن الحرب ولا يسمح بتدخل بري في اليمن، بل فقط يمنع توريد السلاح للحوثيين الذين لا يحتاجونه، فاليمن اليوم أصبح أكبر مخزن للسلاح في المنطقة، وقراصنة الصومال لا شغل لهم سوى تهريب السلاح لمن يرغب، و2500 كلم من الشواطئ يستحيل مراقبتها بأربع بوارج مصرية وبارجتين سعوديتين..

    وخلاصة القول، أن المطلوب اليوم هو أن تدفع السعودية ثمن الخراب وجرائم الإبادة التي ارتكبتها في اليمن، وأي حل سياسي مستقبلي لن يكون للسعودية مكان فيه، لأنها ستكون هي بدورها موضوع لحل التقسيم، وأنصار الله ليسوا في وارد التنازل عن حق شعبهم في الحرية والاستقلال والسيادة..

    لكن حرص سماحة السيد على إعطائهم فرصة لعلهم يعودون إلى رشدهم، جعله يتحدث عن صبر أنصار الله الإستراتيجي، وهذا يعني، أنه بعد فشل الحملة الجوية لم يعد لآل سعود من خيار غير وقف الحرب وترك اليمن لليمنيين يصنعون مستقبلهم بأنفسهم دون تدخل خارجي، أو أن يقدموا على الانتحار بخوض حرب برية..

    لكن المهم في حديث سماحته، هو إشارته إلى أن الوقت ينفذ، وأن الشعب اليمني لن يصبر على الصبر الإستراتيجي لقيادته الثورية، فالناس تتذمر، وفي قمة الغضب، ولا يمكن أن تصبر طويلا على الموت والجوع والعطش والمرض والظلام، وتطالب أنصار الله بالرد السريع، وقد وصل عدد المتطوعين للحرب مليون مقاتل، ناهيك عن أجناد أنصار الله والجيش اليمني واللجان الشعبية، وهو ما لا قبل لأي قوة في المنطقة بمواجهته..

    أنصار الله حتى الآن نجحوا في تنفيذ الخطة التي أعلنها القائد عبد الملك الحوثي في إطلالته الأخيرة، بموازاة قرب إنهائهم السيطرة على الوضع الداخلي، وخصوصا في المناطق التي تسيطر عليها “القاعدة” و”الإخوان”، وهي قليلة مقارنة بالأيام الأولى للعدوان..

    ومهما يكن من أمر، فيتوقع خلال الأيام القليلة القادمة أن يطل السيد عبد الملك الحوثي، ليتخذ القرار الحاسم على ضوء ما ستقدم عليه السعودية، وهناك حديث عن أن مفاجآت كبرى ستحدث مباشرة بعد الخطاب..

    ومن وجهة نظري، وبغض النظر عن الخطاب الإعلامي الذي يتردد في أروقة محور المقاومة، لم يكن هذا المحور الذي نعتز بالانتماء إليه، يحلم بفرصة ذهبية مثل التي يتيحها اليوم تورط “السعودية” في المستنقع اليمني، لأن المعركة بذلك، تحولت من مواجهة أدواتها التكفيرية بالوكالة في كل من سورية والعراق ولبنان إلى مواجهة مباشرة معها في المستنقع اليمني..

    وهذا هو معنى المفارقة التاريخية الكبرى التي حدثت اليوم بدخول آل سعود الحرب ضد اليمن بشكل مباشر لم يكن متوقعا، وانعكاسات هذه المغامرة الانتحارية على المنطقة برمتها، لأنه سواء دخلت “السعودية” الحرب البرية أم لم تدخلها فإنها ستلغى من خريطة المنطقة..

    وسيكون في ذلك بإذن الله، فرج للأمة العربية والإسلامية.

  • #2
    الامه

    ارحم نفسك يا ابني

    هذولا قطعان علوج يمشون بأيران عبر التحكم عن بعد

    تعليق


    • #3
      يبدو انك مراهق متحمس

      تعلم يا ولد حتى يتعذر على ابواق آل سعود ان يستحمروك

      وراك مستقبل طويل عريض!

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      أنشئ بواسطة مروان1400, 14-04-2024, 05:29 AM
      ردود 0
      16 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة مروان1400
      بواسطة مروان1400
       
      أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 13-04-2024, 07:22 AM
      ردود 0
      11 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة وهج الإيمان
      بواسطة وهج الإيمان
       
      يعمل...
      X